الاثنين، 16 سبتمبر 2013

ستة وعشرون خريفا من الامل

هل هي ستةٌ وعشرون خريفاً من الامل ام الالم وهل الامل حليف الالم! 
ها انا ذا ابدأ تساؤلاتي اليوميه خلف شباك الإنتظار ارتشف قهوتي كعادتي وأتأمل طقوس طائفية الهوى لكن لحظه أيعقل ان تكون مدينتي طائفية الهوى أم طائفية الحب اشك في ذلك بل طائفية الحزن والبؤس فلولا ان القدر قد اتى بك لتطرق بابي مصادفةً واجبته بكل فرح لكنت الان في غاية السعادة وراحة البال ولكانت لمدينتي طوائف للحب تجوب الارض.
عذرا لكم لم أعد اعلم ماذا اهذي لكن كل م أعلمه انني اهذي كل يومٍ بك جنوناً على مسامع الغرباء علّ يطرب بها عازف رحيل حتى وان كانت الكلمات تقف صامتهً على عتبة ذاكرتي تعجز عن وصفك 
ي الهي كم اشكو من فوضوية الروح حتى ان الكلمات تهرب مني لتختبيء خلف تلك الشجره التي كانت بجوار منزلنا والتي تعودت في كل مره ان اراقب نموها متسائله من منا سيكبر سريعا بلا احزان ولا ألم فقط من سيكبر ببراءة الطفوله تلك البراءه التي هي جنة السعادة اللامتناهيه
كم اتمنى ان اعود طفلةً تلعب وتجري دون هموم طفلة في مشاعري وحتى كلماتي لكن حينما يهم قطار العمر بالرحيل لانستطيع ايقافه
ذلك العمر الذي انقضى بترتيب الاحلام كل يوم على شرفة المنزل على هيئة فتاه تنتظر ساعات الليل المتأخره ان تنقضي لتسرع وترتدي ثياب المدرسة سريعاً لتقف خلف الشباك بكل عجله حتى لايفوتها منظر شروق الشمس لتلقي عليها تحية الشوق بعد طول إنتظار 

كم هي جميلة قوة الامل التي تدفعنا حينما كنا صغاراً نحو المستقبل قبل ان نرمي بأجسادنا على فراشنا استعداداً للنوم لنبدأ مسيرة التفكير ثم الاستسلام لوطأة النوم
ذلك المستقبل الذي طالما كنا نحلم به في يومٍ من الايام 
وهاهي تلك الايام قد انقضت سريعاً وها انا ذا كبرت احمل تلك الاحلام البريئه ولكن بشيء من الالم يخالطه ذلك الامل الذي يجعلني أرتب احزاني واحلامي التي لاحد لها في هذا اليوم خلف شباك منزلنا لعلي اقاوم به تجاعيد احلامي قبل ان تشيخ سريعاً وهي في عمر الزهور
والعجيب ي الامر انني اكتشفت مؤخرا انه كلما كَبرتُ كَبِرَتْ معي احلامي وبت احملها في احشائي حتى اصبحت في المخاض تنتظر الولاده يوماً لترى النور، ليشق صراخها الوجود معلنةً عن ولادة امل جديد ينتظر ان يكبر سريعا في حضن والدته 
ذلك الامل الذي يشق طريق اطوار النمو ممسكاً بوالدته يدا بيد ليدخل إلى مدرسة الحياه التي طالما كانت سببا في أن يتبدل مفهوم الامل إلى معنى الألم حتى انني قد بدأت اشك في ان الحياه قد ابرمت اتفاقا مع الامل اتفاقا شيطانيا كان ظاهره ان تمد للأمل يد السعاده في باديء الامر لتكلفه عناء أمنيته التي حققتها سريعا وتكافئه بالالم في عمر الزهور 
ذلك الالم الذي بدأ يتوسط اضلعي ويكبر يوماً بعد يوم بعد ان اهدتني الحياه في جعبة ملائكية الصدف وعلى طبقٍ من ذهب في هيئة تفاحة الحب عربوناً لصداقتنا وبكل عنفوان قضمت تلك التفاحه ولم أعلم أنني تجرعت المر علقماً وأنني قد كتبت بكلتا يدي وصية ألمي لأضعها بجانب كفن حبك الأبدي
ها انا ذا اليوم أقطف حصاد سنيّ الحب وقد تجاوز عمر المي واملي في عودتك ستة وعشرون خريفا من الامل 
الامل الذي لم يمل فصول الإنتظار حتى انني اجزم بأن فصول السنه قد تعاقبت مع الأمل جمبا الى جمب فكانت ربيعا بأشواقي وخريفا بإنتظاري وشتاءً بألمي وصيفاً بحنيني إليك 
واليوم اصبحت اقدم عاصمة للامل يأتي السياح من كل مكان طلباً لرؤية تلك التماًثيل والمنحوتات التي كانت في هيئة صورة حبك حتى يرتشفو قليلا من الامل ويعودوا الى اوطانهم محملين بشيء من القوه ليكملو حياتهم اليوميه بكل م تحمله من هموم ويقاومو انهيار ذواتهم في ظل هيمنة السعاده المزيفه بقطعه من احجية الزمن
لكن لحظه بعيدا عن كل ذلك اعتقد بأن الامل عجوز شمطاء تجلس على الاجنحه المتكسره وقد توشحت رداء الحب وتنظر الى الغرباء العابرين في ذلك القطار وتقول اين فارسي المقنع الذي سيحملني على صهوة جواده الابيض بعيدا عن الالم
الالم الذي يسكن قصور قلبي ، ينهش حيطانها، يفتتني، يجعلني اترنح تائهه حينما اهرب في متاهاته لكنه سرعان م يكبلني بأصفاده طالباً المزيد ليتبختر على عواء انيني ويرقص طربا معلنا الانتصار وكأنه يقول لي ها انا ذا اتربع عرش أملك الى الابد لأصرخ في وجهه بروح انثى شيطلائكيه تلعن الرحيل الذي سرق منها بسمة شفاهها في يوم من الايام ليرمي بها في براثن الرحيل 
غريبةٌ هي تلك لصوصية الحب التي تزرع بداخلنا شيء من الامل حتى بعد الرحيل والتي نمارسها كل يوم مثل شيء يشبه الطقوس الدينيه ولكن بشيء من البكاء والحنين والانتظار والامل في عودة الراحلين 
واليوم فقط اصبح لدي قناعه ان الالم اختيار وليس قدر فنحن من نصنع من الامنا قوقعةً باهته لانستطيع ان نتخلص من شباكها حتى اننا قد تغافلنا ولم ندرك حقيقة مهمه وهي انه لولا وجود الالم والامل لن يتسنى لنا ان نعرف متى سنكون سعداء في حياتنا وانه لولا الاخطاء التي ارتكبناها في حق ذواتنا لما كبرنا ونحن نحمل في جعبتنا كتاباً من الحكم نروي فصوله على مر السنينهنيئا لنا وشكرا على عطايا الرحمن، شكرا على رحيله، بكائي، حنيني وحتى المي 
شكرا لك ي الهي على مرضي بحبه واملي في عودته فلنا في الالام اجورا ولنا في الالام حكمه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق