الاثنين، 16 سبتمبر 2013

قصة ضحية صمت

دقت اجراس الساعة للموعد المحدد كانت تنتظر بشغف تلك الفتاة ذات شعرٍ صبياني وجسمٍ هش وعينان جميلتان تنتظر ذلك اليوم الموعود بجانب الهاتف وتنظر الى الساعة اكثر من مره لعلها كانت مخطئةً في الوقت 
كانت ترجو ان يرن الهاتف في اي وقت ضلت تحسب الدقائق والساعات لاجل هذا الوعد الكاذب وتنصب الاعذار له 
وبعد وهلة يرن الهاتف تركض بكل براءةٍ وصبيانيه نحوه وترفع سماعة الهاتف واذا بصوت ضحكات فتاةٍ يتبين من صوتها انها اربعينية العمر حادة الطباع شقيةٌ بعض الشي وصوت رجلٍ ذا صوت جميل وحنون 
اقتربت اكثر من سماعة الهاتف لعلها تميز ذلك الصوت فكانت الصاعقه والحقيقة المره انه هو من ضلت تنتظره بجانب الهاتف لساعاتٍ طويله تمتمت بكلماتٍ في نفسها ي آلهي ماذا افعل اغرورقت عيناها بالدموع لم تعد ترا شيئاًاغلقت الهاتف بكل هدوء اخذت تهدأ من روعها وتكذب م سمعت اذناها ولكن دون جدوى وصعدت الى غرفتها تجر ذيول الخيبة والخيانة معها 
فتحت باب غرفتها ورمت بجسدها المتعب على سريرها واحتضنت وسادتها وانفجرت باكيةً ودون ان تشعر اغمضت عيناها ونامت 
تسربت في اليوم التالي أشعة الشمس من نافذة غرفةٍ في منزلٍ كبيرٍ بالي تسكن الوحدة والكابة ارجاءه حتى وقعت على عيني فتاةٍ انهك البكاء تلك العينين الذابلتين ثم اذا بصوت الهاتف النقال يتردد صداه في تلك الغرفه 
افاقت هي من نومها وجلةً ترقب الهاتف بحيرةٍ تسكنها الاوهام أمسكت هاتفها ثم فتحته 
تسرب منه صوت رجلٍ جميل ذات نبرةٍ دافئه 
نبيل : مرحبا 
اجابت نهي بنبرةٍ حادة يسكنها الالم والغيظ وصوتٍ خائف 
نهي : أهلاً ماذا تريد؟
نبيل في تعجب : مابالك تخاطبينني هكذا هل تشكين من خطب مالذي حدث ؟
سكتت وأجهشت بالبكاء ثم تماسكت قليلاً واجابته قائلةً 
نهى : من التي كانت معك ؟
نبيل : متى وكيف لم اعد افهم شيئاً ارجو ان توضحي سؤالك
شرحت له مالذي حدث معها بالامس بالتفصيل الممل فأطلق ضحكاته الموشومة بالكبرياء وقال لها 
نبيل : أتحبينني بهذا القدر ؟ 
نهى : لم تجبني على سؤالي من التي كانت معك بالأمس ؟
نبيل : حسنا سرشرح لك م حدث أولاً انا اعتذر لانه لم يكن لدي الوقت الكافي لاخبرك انني سأتأخر عن موعدناولكن الظروف هي الحكم الفصل بيننا ثانياً تلك الفتاة التي سمعتي صوتها كانت هي اختي قدمت لزيارتنا لبعض الوقت وذهبت لاستقبالها من المطار
مسحت دموعها وهي تبتسم بفرح واردفت قائلةً 
نهى : انا احبك احبك كثيراً كنت واثقةً انك لن تخونني وأن حبك لي سيمنعك من فعل ذلك 
أاجابها نبيل معاتباً
نبيل : وانا ايضا أحبك ولكن لماذا اعتقدتي اني قد اقدم على فعل شيءٍ مثل هذا ؟ خاب املي فيك أ ام الغيرة قد اعمت بصيرتك عن الجزم بالحكم ؟
نهى : ارجوك سامحني فالشكوك والظنون كان لها النصيب الاكبر في تشتيت ذهني 
طأطأ رأسه خائباً ثم قال 
نبيل : لدي عملٌ الان سأهاتفك لاحقاً 
نهى: انتظر قليلاً سأشرح لك
اغلق الهاتف رغماًعنه وقلبه يؤلمه لأنه قسي عليها قليلاً 
ضلت نهى ممسكةً بسماعة الهاتف لم تعد تعرف ماذا تفعل وتمتمت قائلةً 
نهى : كيف ولماذا ومالذي فعلته 
اغرورقت عيناها بالدموع وانفجرت باكيه ثم طرأت ببالها فكره ماذا لو اشتريت له هديةً أعتذر فيما عما بدر مني 
خرجت من غرفتها مسرعةً تبحث عن والدها ذلك العجوز ذو لحيةٍ بيضاء كثه وشعرٍ اجعد 
اكملت نهى بحثها عن والدها في ارجاء المنزل واذا بها تصدف اباها في زاوية المجلس متخذاً من ذلك الكرسي مكاناً له وقد انهك المرض جسده يجلس في صمتٍ لا حراك له اقتبت نهى مسرعةً نحو والدها 
وأمسكت بيده وقبلتها بكل هدوء ظناً منها انه نائم ثم وضعت كلتا يديه على الكرسي ووقفت لتمضي واذا بيدي اباها تسقط من علي الكرسي معلنةً بذلك وفاته وقفت نهى مذهولةً امام م حدث ثم اقتربت من أذن ابيها وهمست بصوتها 
نهى : أبي هيا افق لقد كنت ابحث عنك هيا ي ابي اريدك بموضوعٍ هام لم تلقى اي استجابةٍ هزت ابيها بكل قوتها هيا ي أبي افق ارجوك والدموع تملأ عينيها ثم صرخت بأعلى صوتها وهي تضمه ارجوك ي أبي لا تمت لمن تتركني ارجوك لاتتركني وحدي 
وبعد وهلةٍ وقفت تخاطب نفسها كالمجنونه أبي لم يمت أبي مريض صحيح إنه مريض 
ركضت مسرعةً نحو غرفة ابيها وفتحت الباب بعجله وتنكرت في زيي والدها وعادت اليه وحملته بكل قوتها حتى خرجت به ووضعته في السياره وجلست بجانبه وقادت مسرعةً نحو المشفى 
لكن حدث م لم يكن في الحسبان 
فعندما كانت في طريقها الى المشفى اوقفتها سيارة الشرطه بسبب سرعتها الجنونيه وفي اثناء وقوفها ترجل من سيارة الشرطة رجلٌ حاد الطباع متجهم الوجه وفي اثناء انتظارها لشرطي المرور قادت السيارة هاربةً بها حتى وصلت الى المشفى ترجلت من السيارة راكضةً داخل المشفى ثم صادفت في طريقها تلك الممرضة 
تمسك بها نهى 
نهى : ارجوك انقذي والدي 
وتشير بأصبعها الى الباب وتأخذ بيد الممرضه الى خارج المشفى وهي تقول انظري 

افلتت الممرضة يدها بقوةٍ ثم قالت بكل برود يجب ان إدخال بياناته اولاً أجابتها نهى : سأفعل كل م تريدين ولكن انقذيه مضت الممرضه الي داخل المشفى وتركت العجوز داخل السيارة ولحقت بها نهي 

تباً لتلك القوانين التي تحكم هذه الحياة حينما يكون اتباعها حتى عند إغاثة الملهوف 

ـ مضت تلك المسكينة لتفعل كل مطلبت منها الممرضه فعله ثم ذهبت تلك لاستدعاء الطبيب وبعد فترةٍ مضت ليست بقصيره ونهى خائفةً تترقب 
اقبلت الممرضة وبيدها ذلك الطبيب رجلُ ستيني وضخم سمح المحيا 

ركضت نهى نحو الطبيب تصرخ ارجوك انقذه اجابها مبتسماً لا عليكي سوف اساعدك وانقذه ارجوك هدئي من روعك وانتظري هنا 

ـ صرخ الطبيب اليّ بفريق العمل فهنا حالةٌ تستدعي الطواريء هب الفريق لنجدة والدها هذا يفحص وذاك يقيس نبضات القلب وذلك يتبادل الحديث مع الطبيب ونهى تراقب من بعيد ماذا يحدث وفجأه بلا سابق انذار يقف كل من في الغرفة بلا حراك 

ـ خرج الطبيب من الغرفة متجها الى غرفة الانتظار حيث كانت نهى هناك ثم اقترب منها وقد بدت على ملامحة الحيرة والتردد ثم اجابها قائلا 
الطبيب : لقد توفي والدك قبل وصوله الى المشفى انا اسف لم أستطع انقاذه

ـ في هذه الاثناء رن هاتفها النقال اجابت بعجلة نبيل لقد توفي والدي ارجوك احضر الى المشفى حالا ثم سقطت مغشيّاً عليها من هول الصدمة استنكر لذلك الحدث كل من في المشفى 
الطبيب الممرضات كلٌ وقف يراقب بصمت م حدث صرخ الطبيب م بالكم هيا الى العمل ثم حملها على كتفيه وركض بها ووضعا عالسرير بعجلة وطفق يفحصها 

ـ في هذه الاثناء م كان حال نبيل

كانت حالته يرثى لها بعد أن فقد اتصاله بنهى قلقا حزينا لا يعلم ماذا يفعل وذهب الي المشفى مسرعاً وفي اثناء طريقه الي المشفى رن جرس هاتفه اجاب نبيل على والدته وقد كانت امرأةً في العقد الخامس من العمر لم يخفي الزمان ملامح وسامتها 
نبيل : مرحباً امي 
والدته : أهلن بني عذراً على اتصالي ولكن والدك يريدك ان تأتي حالاً الى المنزل ولديه ضيوف في المنزل ويريدك أن تكون معه 
نبيل : ولكن ي أمي لا أستطيع ان أأتي الان فديقي توفي والده اليوم واريد ان اكون معه اعتذري لي من والدي 
أجابنه والدته بنبرةٍ حادة :أحضر حالاً وبدون نقاش
نبيل : حسنا ي أمي 

ـ أغلق نبيل الهاتف والحيرة تسكن عقله 
نبيل : ماذا افعل الان وكيف اتصرف ي الهي 


ـ اسرع نبيل في طريقه الى المنزل وكان كل م يشغل باله كيف يعتذر لوالده وينصرف للمشفى وعند وصوله الى المنزل يقف عند باب المنزل رجل عجوز ستيني العمر حسن الخلق والمنطق كان ذاك و والد نبيل 
اوقف نبيل سيارته ثم نزل منها متجها الى والده قبّل والده ثم اردف قائلاً نبيل : ابي اريدك لحظه على انفراد 
والده : خير ان شا الله ماذا هناك 
نبيل : ابي صديقي توفي والده اليوم واريد ان اذهب اليه لاساعده بإجراءات المشفى 
والده : ولكن ي ولدي يجب ان تكون حاضرا بهذا اللقاء وخاصة مع هؤلاء الضيوف 
نبيل : دقائق ي والدي لن اتأخر سأذهب واتي سريعاً 
والده : حسنا ولكن لاتتأخر ي ولدي 
نبيل : شكراً ي ابي 

قبل نبيل والده مودعا اياه وذهب سريعا الى المشفى 
في هذه الاثناء م كان حال تلك المسكينه [ نهى] 

[بغرفة الطواريء ] 

الطبيب : حمداً لله استطعت انقاذها 
الممرضه باستغراب : لماذا تهمك هذه الفتاه 
لم تبدي من قبل اهتماماً بمرضاك كإهتمامك بهذه الفتاه؟ 

اجابها ونبرة الحزن تسكنه قائلاً 
الطبيب : تذكرنني بحالي عندما توفي والدي لم يكن احداً الى جانبي 
سكتت الممرضه ومضت تكمل عملها عالمعتاد 
وتم نقل نهى الى غرفة اخرى لحين شفائها 

في هذه الاثناء دخل نبيل الى غرفة الطواريء باحثاً عنها بكل قلق وامسك الممرضه بكلتا يديه قائلاً 
نبيل : هل صادفتي فتاةً قد توفي والدها اليوم ؟ 
الممرضه وهي خائفة : نعم ولكن من انت! 
نبيل : ارجوك قولي لي اين هي لا وقت لدي لشرح كل شيء 

اشارت الممرضه بأصبعها الى تلك الغرفه التي كانت باخر رواق المشفى وبجانب بوابة العناية المركزه لكنه اعتقد انها تشير الى العناية المركزه ركض مسرعا نحو البوابه فلحقت به الممرضه وقبل ان يدخل امسكت به وقالت 

الممرضه : الى اين انت ذاهب انها هنا وأشارت بسبابتها الى الغرفة 
تبسم نبيل بكل خجل وفتح باب غرفتها 
كان كل همه ان يتطمن عليها اقترب منها وداخل قلبه يتقطع من الالم لا يعلم ماذا يفعل لاجل ان يريحها 

وفي ذلك الوقت كالعادة رن جرس هاتفه وكان عالهاتف والده اجابه قائلا

نبيل : ابي سأحضر حالا اعتذر عن تأخري 
خرج نبيل مسرعا متجها الى قسم الممرضات ليخلص اجراءات وفاة والد نهى
تم كل شيء بكل يسر وسلاسه ثم ذهب بعد ذلك الى المنزل ودخل عالضيوف ورحب بهم وفي اثناء حديثهم تمت مناقشة الزواج واهميته في حياة الشباب فاغتنم الفرصة والد نبيل واردف قائلا 

والد نبيل : بهذه المناسبه وبما أنه تم مناقشة امور الزواج وم الى ذلك احب ان اعلن اني سأخطب اليوم لنبيل ابنة عمه احمد على سنة الله ورسوله فما هو جوابك ي احمد؟ 

نبيل وقد تمعّر وجهه صامتا لا يستطيع من شدة الغضب ان يتكلم ليخبر والده بأنه لا يريد الزواج بها وانه يعتبرها مثل اخته الصغرى 

احمد [ عم نبيل] ذلك الرجل الذي طالما كان حلمه ان يزوج احدى بنتاه لأبن اخيه : وقد وافقت على ذلك وليتمم الله ذلك على خير 


* 2*



انتهى ذلك اليوم المشؤوم بالنسبة لنبيل بصاعقه لم يكن يتوقعها وبدأت التساؤلات والأراء والفرحه العارمه تسكن ارجاء المنزل 
الا نبيل الذي اتخذ من تلك الزاويه في غرفته مكانا قصيّاً ليستوعب م حصل اليوم وهل كان ذلك حقيقه

وسط كل هذه الفوضى والتشتت الذهني تسرب صوت طرق بابٍ خفيف وصوتٍ رقيق خلف ذلك الباب صوت فتاةً ذات قلبٍ نقي ورجاحة عقلٍ مع شقاوةٍ مغلفةً ذلك الجسد البالي تلك الفتاة كانت اخت نبيل افنان 

فتحت الباب وكانت تقفز من الفرح قائلةً
افنان : واخيراً ستتزوج ابنة عمي احمد وستكونون بالمنزل المجاور لنا ولن اظل وحيدةً بعد اليوم 
نبيل [ ونبرة الالم تسكنه] : ارجوكي اتركيني قليلاً لارتاح فأنا متعبٌ جداً 
نظرت اليه افنان بتعجب قائلة 
افنان : ماذا بك لم اعتد منك هذا قط! اخبرني لماذا انت حزين الا تريد الزواج بها اخبرني ارجوك! 
ثم اقتربت منه لتمسك بكل برائة شعرات رأسه و اخذت تلوح بيديه في الهواء ليخبرها ثم اردف نبيل قائلاً
نبيل : اف لك فتاة حمقاء كفي عن اللعب سأخبرك كل شي بشرط ان تهدأي ولكن اريد منك وعداً ان لا تطلقي الاحكام والا تنظري اليّ بعين القاضي وانا المتهم! 
افنان : لك م تريد هيا اخبرني 

ثم اخبرها نبيل عن ملائكيته الصغيره عن حبيبة قلبه والتي تسكن عقله واجزاء جسده عن تلك الروح الطاهرة التي تنبض بالحب والوفاء راقبت افنان بصمتٍ وهدوء حديثه عنها مبتسمةً ثم اوقفت حديثه قائلة 
افنان : هنيئاً لها على هذا الحب انا اغبطكما من شدة فرحي واعدك ب أني سأقف معك واساعدك فلا تخف 
لم تسع الفرحة قلب نبيل إزاء تصرف اخته الذي كان متخوفاً منه ثم هرع فضمها بقوةٍ واغلض في ضمته ثم امسكت افنان بيديه وطمأنته و خرجت من الغرفة تاركةً ورائها بركاناً ثائراً من شدة الخوف والحزن 

اغلقت باب غرفته وهي تتمتم بكلمات قائلةً 
افنان : لن ادعك تعاني مثلما عانيت [ والدمعة تسبق كلماتها وتنهيداتها المتعبه التي تحكي عن معاناة فتاةٍ كانت ضحية صمت] 
دخلت غرفتها ثم وقفت حزينه خلف شباك الانتظار تنسج من خيوط تلك الوعود الكاذبه لحن الحياه وقفت متواجدةً على حد الخيال وبدأت تتذكر احداث الماضي البعيد والزمن الغابر والذكريات الماضيه التي تحكي عن يومٍ تعيس واخر جميل تعزف بتلك الذكريات الجميله مقطوعة موسيقيه اسمتها ترانيم غياب لتخفي خلف ذلك الوجه الحزين تساؤولات واوهام واحلام وكلمات وكأنها تقول شفتيها لم تعد تغريني تلك الكلمات ولا تلك الاحلام انا موجودة هنا لأرشد الضال واحمي المشتاق واضمد الجرحى علي قارعة الطريق ثم همست لنفسها قائلة 
: لا تخف ان الله معنا [ والعبرة تخنق كلماتها] 
ثم توضأت وصلت ركعتين لتهدأ نفسها وتعود الى طبيعتها وتتماسك من جديد لتحل المشكله التي كانت امامها وبعد ان فرغت من صلاتها سمعت طرقاً على باب غرفتها اقتربت وكان والوقت متأخراً اجابت قائلةً
افنان : من الطارق؟ 
والدة افنان : انا ي بنيتي هل ادخل؟ 
اقتربت افنان من الباب وفتحته قائلةً
افنان : اهلن بك ي اماه تفضلي 

امسكت افنان بيد تلك العجوز والتجاعيد تسكن اجزاء وجهها وجسدها المتعب واجلستها على الكرسي ثم اردفت قائلةً 
افنان : امي لا داعي ان تأتي الي لماذا لم تنادي علي لأتي اليك 
والدتها : لا داعي لذلك اريدك بموضوعٍ هام ولا اريد لأحدٍ ان يعرفه 
افنان [ باستغراب] : خيرٌ ان شا الله ي امي 
والدتها : كل خيرٍ ي بنيتي ولكن هلّي اسألك عن نبيل رأيت وجهه متجهماً وحزين الم تعرفي م بال اخاك؟ 
افنان : كل خير ي امي ولكن يجب ان اخبرك شيئاً واريدك ان تعديني بألا تسئليني عن شيء 
والدتها : حسناً هاتي م عندك! 
افنان : اخي نبيل لايريد الزواج من ابنة عمي ويعتبرها مثل اخته فهل من المعقول ان يتزوج الاخ من اخته؟ 
قاطعتها والدتها ضاحكةً : اتفقنا وعدتك الا اسألك عن شي وفهمت غاية الأمر وسأحل المشكله بنفسي 
استبشر وجه افنان بابتسامة محياها التي غابت عنها لفترةً واحست براحةٍ لم تحسسها من قبل وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم [ من نفس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامه]
ثم ودعت والدتها ووضعت رأسها على وسادتها وعادت بها ذاكرتها الى صمت انينها فكانت هي هناك حد التبلد والبؤس ترسم على راحة كفها خيوط الامل 
في تلك الاثناء اذا بهاتفها يرن كعادته نهضت مسرعةً لتجيب 
تسرب من الهاتف صوتٌ همسٍ حنون دافيء ذابت منه روحها واطمئنت له 
ذلك الرجل ذو الشارب الجميل والوجه الملائكي حسن المظهر والمنطق انه هو خالد رفيق العمر وزوج المستقبل هو من ضلت تحلم به طوال الاربع سنوات ثم اردف قائلاً
خالد : مرحباً ي جنتي 
افنان : اهلن بك لما اطلت الغياب هذه المره؟ 
خالد : اعتذر لك كثيرا ي جنتي فقد حدثت بعض الظروف التي اجبرتني ان اغيب كل هذه الفتره سامحيني ارجوك لقد اشتقت اليك كثيرا 
افنان [ تجيب وقلبها يتمزق] : وانا اشتقت اليك ي وتيناً به انبض 
خالد : احرجتم تواضعنا لم اعد اعرف ماذا اجيب؟ 
افنان : لا تفعل شيئا يكفي انني اسمع صوتك 
خالد : احبك جدا جدا واهيم بك 
افنان [ بخجل] : وانا اعشقك 
خالد : احببت انا اسمع صوتك وان اطمئن عليك قبل انام فلم اعد اتمالك نفسي في التفكير بك فأنا اشتاقك كثيراً
افنان : وانا ايضاً 
خالد : هل تريدين شيئا قبل انا انام ي بؤبؤ العين؟ 
افنان : نعم اريد اذا سمحت 
خالد : اطلبي م تشائين سيأتيك في التو واللحظه 
افنان : لا اريد سوى سلامتك وان تنتبه لنفسك ونوما سعيدا باذن الله 
خالد : امرك ي بؤبؤ العين احبك كثيرا في امان الله 
افنان : اعشقك الى اللقاء 

اغلقت سماعة هاتفها النقال ثم ذهبت نحو منضدتها وأتت بذلك الصندوق البالي وفتحته واخرجت كل تلك الهدايا والرسائل وتبسمت ضاحكةً وتمتمت قائلة : ي الهي اكتبه لي نصيبا فأنا لا اقوى فراقه ثم اخرجت دفتر مذكراتها لتدون بعض الكلمات وبعض البوح لما في داخلها كان ذلك الدفتر بالنسبة لها هو المنفذ الوحيد الذي يشعر بما تحسه وبعد ان فرغت من مذكراتها اغلقت ذلك الدفتر فسقطت دمعتها كالعادة على غلاف الدفتر بجانب اثار دمعات قد ولت في تلك السنين الأربعه ووضعته داخل الصندوق واقفلته وارجعته فوق منضدتها وذهبت الى سريرها لتنام 

اشرقت شمس اليوم التالي معلنةً عن امل جديد
تخللت اشعة الشمس نافذة الغرفه لتداعب عيني افنان افاقت من نومها كعادتها واستعدت ليوم جديد واتجهت للطابق السفلي 

واجتمعت العائله مثل كل يوم على طاولة الافطار
ذاك غاضبٌ يشكو روتين المدرسه وذاك ينظر بعينين ناعستين وتلك جميلة في هندامها نشيطه وافنان تراقب بصمت م يحدث حولها وتبتسم فرغت من فطورها ثم ودعت عائلتها وانصرفت الى المدرسه خيم المساء واسدل الليل خيوطه عاد الكل من عمله واجتمعت العائله كعادتها 

اقترب والد افنان من نبيل وامسك بيده واجلسه بجانبه ليناقشه في موضوع زواجه من ابنة عمه قاطعته زوجته وقالت : انه لايريد الزواج بها ويعتبرها مثل اخته نظر اليه والده وقد احمر وجهه من الغضب لولا ان تدارك غيضه وكظمه ثم قال : هل صحيحٌ م تقوله والدتك اجابه نبيل بخجل : نعم ي والدي صحيح واعتذر لك عن تصرفي الفض رد عليه وقال : لا عليك ي بني كلنا هكذا كنا صغارا نعتبر زوجاتنا مثل اخواتنا ولا نريد الزواج ولكن ستتغير مشاعرك تجاهها حينما تتزوجان وتنجبان الاحفاد قاطعه نبيل غاضباً : لكني لا اريدها زوجة لي لا اريدها ونهض من مكانه 

اشتد غضب والده واقترب منه ثم صرخ في وجهه اخرج من منزلي انت لست ولدي ودفعه بعيدا ونبيل يتوسل اليه ارجوك ي والدي سامحني ولكني لا اريد الزواج بها واخذ يقبل رجليه لكن والده دفعه بعيدا واخرجه الى خارج المنزل 

ضلت والدته تبكي وكانت بجانبها افنان وخيم السكون والوحده والحزن ارجاء المنزل

ولّى نبيل هاربا من المنزل غضباناً اسفاً ركب سيارته وابتعد وفي اثناء طريقه مسافرا الى منزل صديقه الذي يقطن في مدينةٍ اخرى 



*3*
في اليوم التالي افاقت نهى مع صوت زقزقة العصافير فتحت عيناها بتعب اخذت تنظر بعينيها في كافة ارجاء الغرفه لعلها تتبين اين هي ثم تذكرت م حدث 

اخذت تقاوم المرض ونهضت من ذلك السرير ورمت بلحافها مسرعه وجرّت ذلك الجسم المتهالك نحو باب الغرفه فتحت الباب ونظرت 

التفتت يمنة ويسره ثم اردفت قائله : ي الهي ماذا افعل يجب ان اهرب ثم رأت تلك الممرضه التي دخلت الى غرفةٍ كانت بالقرب منها كانت غرفة تبديل الملابس

تسللت بكل خفةٍ بعيدا عن نظر الممرضات اليها على عجل ودخلت الغرفه التفتت لترى م يوجد حولها ولم تجد سوى صناديق باليه فتحت احدى الصناديق ووجدت رداء احدى الممرضات توشحت ذلك الرداء بسرعه ثم خرجت من الغرفه وتوجهت الى خارج المشفى 

وقفت خارجا في ذلك الرداء متوشحةً شبح الخوف واخفت ملامح وجهها لئلا يتنبأ احداً بوجودها ضلت تنتظر اي سيارة اجرة لتأخذها بعيداً عن المشفى ثم تذكرت انه ليس بحوزتها نقود وفي هذه الاثناء كانت اتقف بجانبها تلك العجوز التي كانت غليظة القلب سليطة اللسان والتي كانت منهمكةً بشتم احدى مدبرات المنزل في هاتفها 

نظرت اليها نهى ثم اقتربت منها متردده خائفه تخاطب نفسها كيف افعل هذا كيف اسرق انها ليست انا ي الهي سامحني اعدك ي الهي ان ارجع النقود الى هذه العجوز ثم وضعت يدها بكل خفه في حقيبتها واخرجت نقوداً وابتعدت واذا بسيارة الاجرة تقف 

ركضت نهى نحوها وعلى عجل فتحت الباب بقوه وركبت السياره نظر اليها رجلٌ يوحي منظره بالخوف وأردف قائلا : الى اين تريدين الذهاب ي انستي؟ 
اجابته بكل خجل : الى حي الثغر شارع رقم 3
ثم رد عليها : حسنا انستي

اغمضت عيناها قليلاً لتشعر بالامان وتتماسك قليلاً ثم تذكرت بأنها قد نسيت هاتفها النقال بالمشفى شهقت فزعه مما أدى الى خوف سائق الأجره اللدي اوقف السياره في وسط الطريق ثم التفت اليها وقال : ماذا بك؟ اجابته قائله لاشي سيدي اكمل طريقك ولا عليك 
اردف قائلا في صمت وهدوء : هل نسيتي شيئا تبدو عليك علامات الندم قالت : نعم لقد نسيت حقيبتي وبها هاتفي النقال 

اجاب بكل خبث : لا عليك سأوصلك ءامنه 
تبسمت له بكل هدوء واشاحت بنظرها الى شباك السياره لتراقب الطريق وبعد وهله تفاجأت بأنه ليس طريق منزلها صرخت قائلة : ايها العم هذا ليس طريق منزلي الى اين نتجه ارجوك اوقف السياره اريد ان انزل ساكمل طريقي سيرا على الاقدام اجاب ضاحكاً ومن قال لك اننا سنذهب الى منزلك سنذهب سويا الى منزلي 

امسكت الباب بخوف لتفتحه لكنه كان موصدا نظرت اليه والدموع تملأ عيناها وقالت ارجوك انزلني اليس لديك اخوات تخاف عليهن او بنات مثلي ارجوك اجابها بكل كبرياء وتعجرف : بناتي لايركبون مع رجلٍ لا يعرفونه حق المعرفه فلتصمتي ولتهدئي والا قتلتك 

لم تعد تعرف نهى ماذا تفعل وضعت رأسها بين قدميها وامسكت نفسها وانفجرت باكية ثم تنبأت لوجود وشاحٍ حول رقبتها مسحت دموعها وامسكت الوشاح وتسللت بكل هدوء حتى جلست خلف مقعد السائق وفي غفلةٍ منه قفزت ووضعت الوشاح على رقبته وهددته ان لم يفعل م تقوله ستقوم بقتله شنقاً وقال : حسنا سأفعل كل م تريدين ولكن ارجوك لا تقتلينني قالت : انزلني هنا حالاً 

اوقف االسياره وفتحت الباب سريعا وترجلت منها راكضة الى احد المنازل تطلب النجده 

اذا برجلٍ عجوز يتوكأ عصاه تبدو عليه علامات الوهن والطيب يعبر الطريق فتنبأت لوجوده نهى واسرعت راكضة اليه وصرخت متوسله : ارجوك ايها العم انقذني فذلك السائق يريد ان يختطفني 

هب ذلك العجوز لنجدتها وفر السائق بعيدا ولم يستطع ذلك العجوز اللحاق به ثم اقترب من نهى وقال : هيا بنا الى منزلي ولا تخافي سأضعك امانة لدى زوجتي حتى تأتي عائلتك لتأخذك فما رأيك؟ قالت نهى بكل خوف : هيا بنا 

- دخلت نهى المنزل مع ذلك العجوز وقضت ذلك اليوم المشؤوم برفقة العجوز وزوجته 

في اليوم التالي ومع شروق الشمس استيقظت نهى واستأذنت زوجة العجوز لتجري اتصالا هاتفيا مهما لأخخيها ثم شرحت له م كان من امرها 

مرت الساعات ونهى في انتظار اخيها الذي وعدها بالمجيء لاخذها 
وبعد وهلة رن جرس المنزل واجاب العجوز قائلا : من هناك؟ ثم نظر من شباك المنزل واذا برجلٍ طويل القامه وهن الجسم يطرق المنزل 

توجه العجوز الى خارج المنزل لينظر من يكون ذلك الشاب ثم فتح ذلك الباب واردف قائلا : من انت ي بني وماذا تريد؟ اجابه ذلك الشاب بصوتٍ واثق : انا شقيق الفتاه التي انجدتموها ليلة امس 

تبسم العجوز ورحب به لكن شقيقها رفض ان يدخل المنزل وأصر ان يأخذ اخته على عجله وتعذر بانشغاله بأعماله وتم الامر سريعا 

*4* 

حلّ ذلك المساء وتغيرت الحياه بالنسبه لنهى بعد ان تركت منزل والدها لتسكن مع شقيقها وزوجته التي كانت خبيثة النوايا جميلة الوجه ولتودع الذكريات الجميله التي عاشتها في ذلك المنزل وتبدأ رحلة المعاناة ولكن بكل صمت 

وبعد ان مرت الايام وفي يومٍ من الايام وكعادتها نهى متوجهةً الى الجامعه اخذت زوجة شقيقها تحيك لها النوايا الخبيثه من اجل ان تطردها الى خارج المنزل وتحتل م ترك لها والدها من ميراث 

حينما عادت نهى من الجامعة استقبلتها زوجة شقيقها على غير عادتها ورحبت بها وقالت : لنعقد انا وانتي هدنةً اليوم فما رأيك؟ اجابتها نهى بكل تعجب : حسنا لك م تريدين! ومرت الايام ونهى وزوجة شقيقها على وفاق تام 

وفي ليلةٍ محملة بالخبث افاقت زوجة شقيقها من نومها خائفة تصرخ استنكر زوجها لذلك واردفت قائلة : لقد رأيت رؤيا تنبأ عن خطرٍ قادم ارجوك لاتتركني وامسكت بيديه بكل خوف وخبث وقصت عليه م كان من امر رؤياها وقالت : لقد رأيت نفسي امسح المنزل واذا بأختك تمسك ذلك الماء وتسكبه مرةً اخرى وانا امسحه وانت تمسك بها وتعنفني قاطعها قائلا : لاتخافي خير ان شا الله والان اهدئي ونامي ولننظر غدا في امر تلك الرؤيا 


- اشرقت شمس الصباح ووقفت زوجة شقيقها تتفحص نفسها امام المرآة طويلا ثم لاحت ببالها فكره بدلت ملابسها وخرجت من المنزل وتوجهت الى بيت احد الشيوخ المعروف عنه بأنه مفسر احلام وعند وصولها صادفت ذلك الشيخ الكبير متوجها الى سيارته نزلت من السياره تركض وقاطعت الشيخ قائلة : ايها الشيخ انتظر للحظه ساخبرك عن رؤيا رأيتها بالامس وارجوك ان تفسرها لي اني اراك من المحسنين؟ وافق الشيخ على تفسير تلك الرؤيا واخبرها بالامر كله توجهت فرحةً الى المنزل وانتظرت كعادتها زوجها بأن يعود من عمله وفي تلك الاثناء سمعت صوت الباب توجهت مسرعة نحوه واذا بزوجها عند الباب استقبلته ورحبت به ثم قصت عليه م حدث اليوم وم اخبرها ذلك الشيخ واستعجب قائلا : يستحيل ان تفعل اختي ذلك لا اصدقه لنستشير في ذلك الامر شيخاً اخر

حل المساء كعادته واجتمع شقيق نهى وزوجته على مائدة الطعام يناقشان امر تلك الرؤيا واردفت زوجته قائلة : لدي رقم شيخٍ اخر بعثته لي صديقتي حينما طلبته منها مدّ يده واخذ ذلك الرقم والحيرة تسكن زوايا عقله ثم اجرى اتصالاً لذلك الشيخ تحدث معه قليلا واخبره ب الرؤيا وطلب منه ان يفسرها اجابه الشيخ قائلا : هل لديك اخت في المنزل رد عليه : نعم قال : اختك هذه حسب هذه الرؤيا تمارس الفاحشة كل يوم 
صرخ شقيقها بوجل : ماذا غير صحيح انت تكذب ثم اغلق الهاتف في وجهه 

تمعر وجهه وتوجه الى غرفة نهى غاضباً صرخ بها ينادي : ايتها العاهره وامسك بشعرها وطفق يضربها بكل قوة ثم امسك بها قائلا : غدا ستذهبين معي لتكتبي كل م تملكينه من ميراث بأسمي اسمعتي 

اغلق الباب بكل برود وترك تلك المسكينة مغطاةً بالدماء وملقاة على الارض لاتستطيع النهوض وانفجرت باكيةً حتى نامت 

اتى الصباح الحزين يطرق اعينها افاقت من نومها على صوت شقيقها يمسك بها بكل قوة ويسحبها الى خارج غرفتها متوجها بها الطابق السفلي اجلسها على ذلك الكرسي ومد يده وامسك بيدها ووضع بها قلماً ثم صرخ قائلا : هيا وقعي لتتنازلي لي عن كل م تملكينه اجابته نهى : ارجوك ماذا يحدث لم اعد افهم ماذا فعلت لك لقد كنت معي على وفاق ارجوك اجبني اردف قائلا : فلتوقعي اولا وبعدها اخبرك هيا 

امسكت القلم ووقعت الاوراق ثم سحبها بشده من تحت يدها و ركلها برجله قأئلا: الان فلتفعلي الفاحشة كما يحلو لك وسأضعك بمنزل لوحدك عقابا لك وردعا لامثالك هيا بنا 

امسك بها بكل قوة وتوجه بها الى المنزل وجردها من كل م تملكه من اسم عائلتها ومن ميراثها ووضع لها سأئق يتولى كافة امورها دون ان تخرج من المنزل

مرت الايام ثقيلةً في ذلك المنزل البعيد الكئيب وفي ليلة من الليالي فتحت نهى صندوقا قديما كانت تحتفظ به وقد وجدت به مذكرات عناوين قد تركتها فيه في حال فقدانها لهاتفها النقال اخذت تبحث بكل شغف لعل وعسى ان تجد رقم نبيل حتى وصلت الى اخر صفحة من ذلك الدفتر وبكل يأس وقعت عيناها على رقم نبيل صرخت فرحه و توجهت الى الهاتف واتصلت بنبيل واخبرته م حدث لها حزن نبيل لانه لم يكن حاضرا من اجلها ولم يقف الى جانبها وقص عليها م حدث من امره وطلب كل منهمها الغفران من بعضهما واتفقا بأن لا يتركان بعضهما مجددا ثم وعدها نبيل بأن يصلح الوضع وان لا تخاف وتحزن ثم ودعته واغلقت الهاتف مطمئنه 

توجهت كعادتها الى ذلك السرير البالي لتنام لكن فاجأها الم رهيب يمزق بطنها زحفت بكل ثقل نحو الهاتف واتصلت على السائق ليأتي ويأخذها الى المشفى اجابها السأئق بكل خبث : حسنا ولكن بشرط اريد ان انام معك وبعد ذلك سألبي لك كل م تريدين اغلقت نهى الهاتف بكل خوف ثم اتصلت سريعاً بنبيل 
واردفت قائله : انا مريضة جدا اشعر بأني ساموت وطلبت من السائق ان يأخذني الى المشفى وافق على ذلك ولكن بشرط ان يفعل بي الفاحشه ارجوك انقدنني 
خرج نبيل على عجلة من امره متوجها من مطار الرياض وفي تمام الساعة الرابعة والنصف فجرا وصل الى جده بصحبة صديقه والشرار يتطاير من عينيه متوجهاً الى المنزل الذي تقطنه نهى وفي طريقه الى المنزل لاحت تلك الفكره في رأسه ثم اتصل بنهى وطلب منها رقم السائق 

بعد ذلك اجرى اتصالاً هاتفياً متخفيا بصوت امرأه فأجابه السائق : مرحباً رد عليه نبيل : مرحبا انا ابتسام اووه صوتك جميل من انت؟ رد عليه مستبشرا : صوتك الاجمل ايتها الفاتنه

ثم اكمل نبيل تلك المكالمه مداعباً مسامع السائق بكلمات الغزل واقعا في خيوط شبكته 
و انهى المكالمه ثم توجه الى المنزل 

اوقف سيارته بعيدا عن المنزل وتنكر في هئيته ثم اقترب من المنزل وبيده عصا كبيره سيرا على الاقدام واذا بذلك السائق يخرج من غرفته مترنحاً ركض نبيل مسرعا نحوه وامسك به بكل قوةٍ واخرج هاتفه النقال واتصل على رقم السائق امسك السائق بهاتفه ثم نظر وكانت الصاعقه انه نفس رقم تلك الفتاه نظر الى نبيل بكل خوف وتمتم من شدة الخوف لست انا هي من قامت بإغوائي ارجوك سامحني هنا انهال عليه ضرباً بالعصا حتى تركه مضجرا بدمائه وهرب بعيدا عن المنزل كأن شيئا لم يحدث 



مضت الساعات ببطء حتى اتى الصباح 

افاقت نهى على اصواتٍ خافته خارج المنزل توجهت نهى الى النافذة لتنظر ماذا يحدث وفتحت عيناها بكسل لم تستطع استيعاب ذلك المنظر منظر رجلٍ ممدا عالارض تغطيه الدماء وضعت يداها على عينيها ورمت بنفسها عالارض من هول م رأت واحتضنت نفسها لبرهةٍ من الزمن ثم قالت بنبرةٍ خائفه : انا السبب ي الهي ماذا افعل الان سيظن اهل الحي بأنني انا الذي قتلته 

هربت لتختبيء بعيدا في غرفتها ثم قاطعها صوت الهاتف وقالت : ي الهي من يتصل الان امسكت الهاتف واجابت بنبرةٍ صارمة : نعم اجابها نبيل : انه انا م خطبك؟ نهى بكل حزن لقد قتل السائق قاطع حديثها بضحكةٍ ساخره : كان ذلك جزاؤه وليتني قطعته قطعاً ليكون عبرةً لكل من تسول له نفسه المساس بك صرخت به ماذا فعلت ايها المجنون رد عليها بنبرةٍ واثقه لاتخافي لم يمت ولكني لقنته درساً لن ينساه في حياته المهم احببت ان اودعك لاني سأذهب الى المطار انتبهي جيدا لنفسك استودعك الله


اغلق نبيل الهاتف وتوجه الى سيارته وفي خلال طريقه الى المطار اصطدم بسيارةٍ اخرى نقل على اثرها الى المشفى لينتهي ذلك اليوم بكارثةٍ اخرى 


حين المغيب اتصلت نهى لتطمئن كعادتها على نبيل لكنها تفاجأت بأن هاتفه مغلق تعجبت من ذلك ولم تلقي بالاً ومضت الساعات بطيئه وهي تنتظر بجانب الهاتف حاولت مره اخرى الاتصال به لكن بلا فائده هنا 
علقت نظرها على سماعة الهاتف تنتظر منه اتصالا واحدا في اي لحظه ؛ ليشتاق لسماع صوتها، ويطمئنها على وصوله 

بقيت في فراشها المساء كله تنتظره لكنه خيب امالها واردفت تخاطب نفسها : كيف له ان ينسى ذلك المتعجرف ان يتصل به 

ارتدت وشاح الخوف ومضت تجر نفسها، انطوت على فراشها وبكت بوجع، وشتمته الاف الشتائم بقلبها وشتمت نفسها كيف لها ان تصبح بهذا الغباء ونامت

مضى اليوم كئيباً واقبل الصباح بأمله البعيد افاقت نهى بعينين ناعستين نهضت من فراشها مسرعةً امسكت بهاتفها ولكن لاشيء ثم تمتمت بكلماتٍ مهموسه : ي الهي احفظه لي اينما كان 

حاولت الاتصال به مرةً اخرى ولكن محاولاتها باءت بالفشل 

مرت ثلاث اشهرٍ مرت بوجع كتلك الجروح النازفة في قلب نهى بعد ان قضت تلك الليالي في النحيب على ذكراه تلعن ذلك الحب وتلومه واصمة العار لذلك المحب الذي خذلها كانت هي هناك على قارعة الطريق تتمت بكلمات مهموسه : الم يكن وتينا انبض به والان ماذا اصبح رذاذاً تذروه الرياح ثم اسدلت ذلك الستار على تلك المسرحيه التي كان من ابطالها نكران الجميل والوفاء وكان عنوانها هجران الاحبه 

توجهت الى فراشها ووضعت رأسها والدموع تملأ وسادتها اغمضت عيناها ونامت والالم يسكن زوايا قلبها 
وحل الصباح الباكر لكنها لم تستيقظ كعادتها 

ماتت نعم ماتت واسلمت روحها الى بارئها وحيدةً لكنها تركت ورائها ذكرى جميله ووفاءً يتغنى به الاحبه 

*5*

في الصباح الباكر افاق نبيل من غيبوبته وجال بنظره في ارجاء الغرفه واردف قائلاً : ي الهي اين انا وماذا فعلت ومالذي حدث؟ 

استيقظ صديقه وقد كان الى جانبه طوال فترة مرضه لوح بيديه فرحاً وتعالت الاصوات من حوله فرحا به 

لكنه تذكر وعده صرخ مقاطعاً تلك الاصوات : اليّ بهاتفي يجب ان اخبرها حالاً 
وقف الجميع بصمتٍ وتعجب وامرهم بالخروج قليلاُ 

ثم اتصل بنهى ولكن لاجدوى فلا يوجد رقم بهذا الاسم وتجمعت الدموع في عينيه البحريتين وجمع ركام قلبه الحزين وصرخ ينادي صديقه : ارجوك اخرجني من هنا يجب ان اذهب سريعاً لعملٍ مهم ارجوك 
وافق صديقه على ذلك ومضيا سريعا من المشفى حتى المطار وعلامات القلق تعتلي وجهه ركبا الطائره متوجهين من الرياض الى جده 

في تمام الساعة الرابعة عصرا وصل نبيل الى ارض المطار واخذت خطواته الثقيله تحمله حتى ركب سيارة الاجرة متوجها الى منزل نهى حين وصوله استنكر لمنظر صبية يلعبون خارج المنزل ترجل من السياره واستوقف احدهم ليتبين الامر وكانت الحقيقة المره جثى على ركبتيه من هول الأمر خاف الصبي ومضى هارباً وتمتم بكلماتٍ مسموعه : انا من قتلها انا السبب ي الهي ماذا افعل 

نهض بكل قوةٍ وعاد الى سيارة الاجره وطلب من السائق ان يتوجه به الى المقبره 

حين وصوله الى المقبره خرج مسرعا بحثاً عن قبرها حتى وجده وجثى باكيا على قبرها واردف قائلاً
حبيبتي وزوجتي الكون في غيابك يخلو من الاكسجين 
حبيبتي منذ لقائنا بت فارغا مني ممتلئا بك
حبيبتي منذ ان غادرتي رميت بأحلامي من النافذه 
حبيبتي سأحبك دوما وحتى ان لم اراك دوما ولتشهد قدسية هذه اللحظة والمها فقد حرمت علي النساء من دونك وليرقد الحب بسلام 
على امل ان نلتقي تحت عرش الرحمن سجدا في الجنة جميعاً 


* انتهت *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق