تتابعت الشهور وانقضت الايام واصبح للرحيل حكايه اجرها على مسامع الغرباء في ذلك القطار وادركت حينها م انت سوى شيطاناً ثائراً ربيته صغيرا فلما اشتد ساعده رماني
***
انت حفنة ترابٍ خلقت مني انثى شيطلائكيه لاتنجب سوى الشياطين
انثى قد تلبستها روحك الشيطانيه حتى اصبحت لاتعرف البكاء ولا الآلام ولا حتى الآهات
زرعت بداخلها شجرةً من نار لاتثمر سوى القسوه والانتقام والانانيه وكره بني الرجال
***
وقفت متسائله اتمتم بكلمات صامته قائله :
اه من ذلك الوجع الذي يسكن قصور قلبي ينهش حيطانها
يفتتني يجعلني اترنح تائهه
اهرب في متاهاته لكنه يكبلني بأصفاده طالبا المزيد
يتبختر على عواء الامي ويرقص طربا معلنا الانتصار
وكأنه يقول لي : ها انا ذا اتربع عرش ألمك الى الابد
***
رميت بجسدي على ذلك السرير واجهشت بالبكاء لم استطع ان اتمالك نفسي، قهري، حزني وحتى جوعي الشيطاني لحبك
صرخت بعالي صوتي : مللت من البكاء والحزن مللت من كل شيء حتى من نفسي ي الهي ساعدني وارحم عجزي
تنفست الصعداء ، حاولت تكرارا ان استوعب الامر ان اروض حزني، ان اصبح قويه ولكن سرعان م اعود الى قوقعتي واتساءل من جديد
أحقاً أحببتني ام انك احببت فقط مجرد شخصيتي
لان الحب الحقيقي هو ذلك الذي يجعلك تعشق تفاصيلي
يجعلك تتألم لرحيلي
يجعلك تكره الاماكن بدوني
يجعلك سقيما ابد الابدين
ان كنت فعلا تعشق تلك التفاصيل
فلما رحلت
وهل اخبرتك يوما ما ان لديك تسع ضحكات
ايساورك الفضول لتعرفها
اذن دعني اخبرك عنها
اولها عندما تضحك من اعماق قلبك
وثانيها عندما تسخر من قدراتك
وثالثها عندما تشعر بالغضب
ورابعها عندما تتحدث عن اصدقائك
وخامسها عندما تكون في سكرة الحب والخجل
وسادسها عندما تكون في غاية الفرح
وسابعها حينما ترتبك ولا تستطع ان تعبر لي عن م بداخلك
وثامنها عندما تريد ان تكذب
وتاسعها عندما تنطق شفتاك بكلمة احبك
اذن م رأيك هل احبك ام لا
ضحكت بشده ونظرت الى حالي اصبحت اكلم نفسي
امسكت بخصلات شعري جذبتها بقوه ولففت نفسي ، كنت اتألم بشده واتلوى من الوجع
اصبح كل شيء من حولي كئيب يخلو من علامات الحياه بدونك والادهى والامر انني كلما نظرت الى حالي اراك بداخلها تجري مجرى الدم منها
لم استطع الهروب منك وحتى مني
بت استيقظ من نومي وجلة اعاتبك واخبر احلامي عنك حتى هذا اليوم
لازلت لا اعلم حتى الان لماذا رحلت هل لقبيح اعمالك ام لصدقي الطاغي على اخطائك الصماء
لتعلم انني لن احاول ان اثبت لك شيء ابدا او انني احببتك كثيرا وم زلت احبك لكنني واثقه تماماً بأن الزمن هو. الوحيد القادر على ان يثبت لك ذلك عندها ستدرك فقط انك قد خسرتني
وانني بكيتك جوعا لحبك، لذكرياتك، لحديثك، لنبراتك، وتنهيداتك لكن كن على يقين بأني لم ابكيك ذلا
***
نهضت من غمرتي بقوة ونفضت عني غبار الحزن واخذت عهداً على نفسي بأني سألقن بني الرجال خاصةً والبشر عامةً درساً لن ينسوه
خرجت من غرفتي والحقد يتطاير من عيناي وعزمت الرحيل من المنزل والاختفاء عن الانظار حتى انفذ الاتفاق الذي ابرمته مع الشيطان
***
بعد ايامٍ قلائل تمكنت من الاستقرار في منزلٍ صغير لأتم تلك المهمه التي اتيت من اجلها
وفي احدى الليالي العتيمه كنت قد خرجت من منزلي ابحث عن ضحيتي الاولى وذهبت كما اعتدت دوما الى المقهى وجلست انظر واترقب لعل وعسى ان تأتي الايام بتلك الضحيه
وحينما كنت اشرب قهوتي قاطعني رجلٌ طويل ذا هيبة شيطانيه تتلبس كل من يقترب منه، كث اللحيه قائلاً:
هل تسمحين لي ان اجلس معك قليلا فأنا معجبٌ بك؟
ابتسمت وانا اضغط على فكي بشيء من الحقد ثم قلت : بالطبع ولما لا
احسست حينها بشيء من التغطرس والانتصار واخذت اكلم نفسي
_ اخيرا سألقنكم درسا لن تنسوه
بعد ذلك اخذنا في الثرثره والضحك حتى مرت الساعات
تأخر الوقت واستأذنته وهممت بالرحيل لكنه امسك بيدي قائلا
دعيني اوصلك في طريقي
هززت رأسي بكل فرح وذهبت معه
لكنني ونحن في طريقنا الى منزلي راودني الخوف والوجل الا انني لم القي بالاً لذلك
جلست صامتةً في ذلك المقعد الى جانبه وهو يثرثر بجانبي بكل تعجرف وانا بداخلي كنت اموت غيضا وددت ان اقتله في التو واللحظه
حتى وصلنا الى منزلي ودعوته ليدخل معي لكنه رفض بحجة ان اهلي في المنزل لكنني اخبرته بأنني وحيده
هنا فقط كشر عن انيابه ضاحكا :
حسنا سأجعلك اليوم تترنحين من رجولتي
استأذنته لدقائق معدوده واسرعت الى المنزل قبل ان يدخل واعددت متكأً له وبعد دقائق طرق الباب قائلا: هل ادخل؟
فتحت الباب وجذبته من عنقه وطرحته ارضا وضحكاتي تتعالى بكل خبث وبيدي سكينتي الوح بها على جسده من بعيد وقدمي على رقبته
كيف ستريني رجولتك الان ي عزيزي ثم ضحكت واردفت انا سأريك انوثتي وخبثي ي كاذب
جذبته من خصلات شعره واضعةً السكين حول رقبته ثم ثبته على ذلك الكرسي وربطت يديه ورجليه
جلست امامه واشعلت سجارتي ثم اخذ يتوعد ويشجب تارةً يبكي ويلوم غباءه وتارةً يضحك على قلة حيلتي وعجزي لانني لم اقتله
وانا امامه اترقب وابتسم وانظر الى حاله ثم صرخ بي قائلا هيا اقتليني ايتها العاهره
هنا فقط ثارت ثائرتي، واسرعت اليه وامسكت بوجهه وقلت سأريك الان من هي العاهره
واطفأت سيجارتي في كتفه وصوت صراخه يتعالى الى جانب ضحكاتي
ثم اقتربت منه وهمست في اذنه : هل تؤلمك ي عزيزي
التفت الي ثم بصق في وجهي قائلا هل هذا م تستطيعين عمله كم انتي جبانه؟
كررها على مسامعي كثيرا اختتمتها بتأملي في خوفه اللامتناهي
(كم انتي جبانه ) مسكينة هي النفس البشريه حينما تضطر لقول اشياء عنيفه تعبيرا عن خوفها الصامت والمترجم في ملامحها
في لحظة انكسار هيبتها لتخرج ذلك الشيطان المتخفي وراء الاقنعه
لاعجب في الامر فكل م حدث كان ترجمةً حسيه لذلك الكبت والغيظ وصورةً حيه للوجه الاخر للطبيعه البشريه بدون تكلف
****
وكأنه قد خطر على باله انه حينما يستفزني بكلماته ستنزل قطرات الرحمه على قلبي لتحيي تلك الارض الخاويه
لا والف لا للرحمه واهلن بذلك التمرد الحسي
اهلن بك في وكري ي هذا
ووداعاً لك ولأمثالك
******
بعد ذلك انتفض بكل تمرد في محاولاته البائسه ان يتخلص من تلك الحبال الملفوفة على يديه الا انني في لحظة الخوف الاعمى
بادرته بسكيني طعنا في كل مكان استطعت الوصول اليه ومحاولاته الفاشله في التخلص مني حتى فارقت انفاسه الاخيره الحياه
التفت بكل خبث على م كان حولي في المنزل اخبره انني اليوم انتصرت على خوفي وغضبي
اليوم وفي هذه الثانيه بالذات سأثبت للدنيا ، لك ، لكم وللرحيل انني لست من بقايا الحرب الغيابيه
*****
وقفت بكل غرور على جثته وسكيني يقطر دماً بعد ان رويت عطشي من دمه الا انني م زلت الهث ولن يرويني غير دمك ي وتيني ولن اصل اليك حتى اكن قادره على مواجهتك وقتلك مثل م قتلت الرحمة في قلبي
انتظرني فلن يطول اللقاء ولكن سيكون لقائي بك ذا هيبةٍ اسطورية تتحدث عنها البشرية جمعاء
وستبقى حادثة قتلك اسطورة شرقيه يتحدث بها بني آدم على مر الزمان ودرساً مخلداً لكل من يحاول العبث بقلب كل فتاه
****
هربت الى غرفتي بعد تلك المأساة والفوضى الروحيه لأرتبني من جديد
نزعت كل م ارتديته ، نزعت تلك الدماء التي كانت تغطيني ، نزعت ذلك الغضب المختلط بدماء الابرياء
احقاً كان بريئاً ام كان ذئبا بشريا
عفواً إذن المختلط بدماء ذلك الذئب البشري
****
هرعت الى الحمام لاغتسل
وضعت جسدي تحت قطرات الماء لتغسل بكائي ، وصمة عاري ، وكل م كان ملتصقاً بي
وبعد ان فرغت ارتديت ملابسي على عجل وخرجت الى الغرفة المجاوره لانظف تلك الدماء التي غطت الارض
ومضت الساعات الاخيره من الليل في التنظيف المستميت الا انني وقفت حائره امام جثته كيف سأتخلص منها
لكن لم يكن امامي سوى طريقة واحدة الا وهي الكرسي المدولب
ركضت الى غرفتي وفتحت خزانتي لاخرج ذلك الكرسي المدولب الذي وجدته يوماً داخل المنزل قبيل انتقالي اليه ، دفعته بسرعه حتي اقتربت من جثته ، حملته بكل قوتي الا انني لم استطع وباءت محاولاتي بالفشل
جلست بجانب جثته وفي تلك اللحظة خطرت في بالي فكرة ان أربط الكرسي المدولب بالكرسي الثابت واثبته ثم اقوم بجره على الكرسي المدولب
وشرعت في تنفيذ الفكره وقد تكللت بالنجاح
وبعد ان اجلسته في ذلك الكرسي دفعته حتى اقتربت من باب المنزل وفتحته بكل خفة واخرجت رأسي ثم نظرت يمنةً ويسره حتى اطمأنت نفسي بأن الوضع آمن
اخرجته وانا ادفع بكل قوه حتي وصلنا الى المصعد ضغطت على المفتاح الذي يشير الى طابقي ونبضات قلبي تتابع في خوف وصمت وبينما انا علي تلك الحال فُتِحَ الباب بحركة انفعاليه
القيت بنفسي في داخله واخذت اسحب الكرسي المدولب حتى ادخلته ، ضغطت على المفتاح الذي يشير الى الطابق السفلي
اغلق الباب بكل هدوء ، اخذت انفاسي بالتراجع شيئا فشيئا ، التفت بكل هدوء الى عداد الارقام وهو يتناقص امامي بكل بطء
كان المصعد يمضي بين الطوابق الا ان المصعد قد توقف فجأه فُتِحَ الباب ، خيم ظلام دامس
دفعت الكرسي نحو المخرج بكل سرعة وانا الهث من التعب حتى وصلت الى الباب الخلفي
اخرجته بصمت من الباب ... ساد سكون تام في ظلمة الليل... دب الخوف مخيلتي حتى شعرت به في اطرافي
اثناء انشغالي بالنظر الى ذلك الضوء الساطع ... ضربت رأسي ... استجمعت قوتي ... تدحرج الكرسي من يدي
... ركضت نحوه لامسكه سريعا قبل ان يحدث ضجةً في الحي ثم وقفت في وسط الطريق اتأمل حتى وقع نظري
على مكب النفايات ... عدت الي الكرسي المدولب ... دفعته مرةً اخرى حتى اقتربت من المكب ... امسكت بجثته
لاحملها لكنني لم استطع ... امسكت بيديه ودفعته خارج الكرسي حتى وقع ارضاً ... قربت اذناي من شفتاه اسمع انفاسه لأتأكد من موته .... اردفت بصوت مسموع : الحمدلله ... امسكت بقدميه اسحبه بكل قوتي لكنني منيت بالفشل ... جلست الى جانبه أتأمله الا انني سمعت صوت وقع خطوات من اخر الطريق .... ي الهي الان ماذا افعل ... التفت الى كل م حولي ولم اجد سوى ان اختبأ خلف مكب النفايات ... لكن لحظه ماذا افعل بجثته .. كيف اواري سوءتي ...تجمد كل شيء في جسدي حتى تفكيري اعتقد انه اصابه الشلل
وبينما انا هكذا ... اشتد الصوت اقتراباً... ابتعدت قليلاً خلف المكب وفجأه وضعت يدي على ذلك اللحاف الذي كان الى جانبي ... تبسمت بكل خبث .... حملته واقتربت من جثته ويداي ترتعش حتى غطيته به ثم رششت حفنة من تراب على ذلك الغطاء حتى ابهم الناظر اليه عن ماكان تحته ... تراجعت الى الخلف بسرعه ... وضعت يدي على شفتاي ... كتمت انفاسي بشده ...
***
انت حفنة ترابٍ خلقت مني انثى شيطلائكيه لاتنجب سوى الشياطين
انثى قد تلبستها روحك الشيطانيه حتى اصبحت لاتعرف البكاء ولا الآلام ولا حتى الآهات
زرعت بداخلها شجرةً من نار لاتثمر سوى القسوه والانتقام والانانيه وكره بني الرجال
***
وقفت متسائله اتمتم بكلمات صامته قائله :
اه من ذلك الوجع الذي يسكن قصور قلبي ينهش حيطانها
يفتتني يجعلني اترنح تائهه
اهرب في متاهاته لكنه يكبلني بأصفاده طالبا المزيد
يتبختر على عواء الامي ويرقص طربا معلنا الانتصار
وكأنه يقول لي : ها انا ذا اتربع عرش ألمك الى الابد
***
رميت بجسدي على ذلك السرير واجهشت بالبكاء لم استطع ان اتمالك نفسي، قهري، حزني وحتى جوعي الشيطاني لحبك
صرخت بعالي صوتي : مللت من البكاء والحزن مللت من كل شيء حتى من نفسي ي الهي ساعدني وارحم عجزي
تنفست الصعداء ، حاولت تكرارا ان استوعب الامر ان اروض حزني، ان اصبح قويه ولكن سرعان م اعود الى قوقعتي واتساءل من جديد
أحقاً أحببتني ام انك احببت فقط مجرد شخصيتي
لان الحب الحقيقي هو ذلك الذي يجعلك تعشق تفاصيلي
يجعلك تتألم لرحيلي
يجعلك تكره الاماكن بدوني
يجعلك سقيما ابد الابدين
ان كنت فعلا تعشق تلك التفاصيل
فلما رحلت
وهل اخبرتك يوما ما ان لديك تسع ضحكات
ايساورك الفضول لتعرفها
اذن دعني اخبرك عنها
اولها عندما تضحك من اعماق قلبك
وثانيها عندما تسخر من قدراتك
وثالثها عندما تشعر بالغضب
ورابعها عندما تتحدث عن اصدقائك
وخامسها عندما تكون في سكرة الحب والخجل
وسادسها عندما تكون في غاية الفرح
وسابعها حينما ترتبك ولا تستطع ان تعبر لي عن م بداخلك
وثامنها عندما تريد ان تكذب
وتاسعها عندما تنطق شفتاك بكلمة احبك
اذن م رأيك هل احبك ام لا
ضحكت بشده ونظرت الى حالي اصبحت اكلم نفسي
امسكت بخصلات شعري جذبتها بقوه ولففت نفسي ، كنت اتألم بشده واتلوى من الوجع
اصبح كل شيء من حولي كئيب يخلو من علامات الحياه بدونك والادهى والامر انني كلما نظرت الى حالي اراك بداخلها تجري مجرى الدم منها
لم استطع الهروب منك وحتى مني
بت استيقظ من نومي وجلة اعاتبك واخبر احلامي عنك حتى هذا اليوم
لازلت لا اعلم حتى الان لماذا رحلت هل لقبيح اعمالك ام لصدقي الطاغي على اخطائك الصماء
لتعلم انني لن احاول ان اثبت لك شيء ابدا او انني احببتك كثيرا وم زلت احبك لكنني واثقه تماماً بأن الزمن هو. الوحيد القادر على ان يثبت لك ذلك عندها ستدرك فقط انك قد خسرتني
وانني بكيتك جوعا لحبك، لذكرياتك، لحديثك، لنبراتك، وتنهيداتك لكن كن على يقين بأني لم ابكيك ذلا
***
نهضت من غمرتي بقوة ونفضت عني غبار الحزن واخذت عهداً على نفسي بأني سألقن بني الرجال خاصةً والبشر عامةً درساً لن ينسوه
خرجت من غرفتي والحقد يتطاير من عيناي وعزمت الرحيل من المنزل والاختفاء عن الانظار حتى انفذ الاتفاق الذي ابرمته مع الشيطان
***
بعد ايامٍ قلائل تمكنت من الاستقرار في منزلٍ صغير لأتم تلك المهمه التي اتيت من اجلها
وفي احدى الليالي العتيمه كنت قد خرجت من منزلي ابحث عن ضحيتي الاولى وذهبت كما اعتدت دوما الى المقهى وجلست انظر واترقب لعل وعسى ان تأتي الايام بتلك الضحيه
وحينما كنت اشرب قهوتي قاطعني رجلٌ طويل ذا هيبة شيطانيه تتلبس كل من يقترب منه، كث اللحيه قائلاً:
هل تسمحين لي ان اجلس معك قليلا فأنا معجبٌ بك؟
ابتسمت وانا اضغط على فكي بشيء من الحقد ثم قلت : بالطبع ولما لا
احسست حينها بشيء من التغطرس والانتصار واخذت اكلم نفسي
_ اخيرا سألقنكم درسا لن تنسوه
بعد ذلك اخذنا في الثرثره والضحك حتى مرت الساعات
تأخر الوقت واستأذنته وهممت بالرحيل لكنه امسك بيدي قائلا
دعيني اوصلك في طريقي
هززت رأسي بكل فرح وذهبت معه
لكنني ونحن في طريقنا الى منزلي راودني الخوف والوجل الا انني لم القي بالاً لذلك
جلست صامتةً في ذلك المقعد الى جانبه وهو يثرثر بجانبي بكل تعجرف وانا بداخلي كنت اموت غيضا وددت ان اقتله في التو واللحظه
حتى وصلنا الى منزلي ودعوته ليدخل معي لكنه رفض بحجة ان اهلي في المنزل لكنني اخبرته بأنني وحيده
هنا فقط كشر عن انيابه ضاحكا :
حسنا سأجعلك اليوم تترنحين من رجولتي
استأذنته لدقائق معدوده واسرعت الى المنزل قبل ان يدخل واعددت متكأً له وبعد دقائق طرق الباب قائلا: هل ادخل؟
فتحت الباب وجذبته من عنقه وطرحته ارضا وضحكاتي تتعالى بكل خبث وبيدي سكينتي الوح بها على جسده من بعيد وقدمي على رقبته
كيف ستريني رجولتك الان ي عزيزي ثم ضحكت واردفت انا سأريك انوثتي وخبثي ي كاذب
جذبته من خصلات شعره واضعةً السكين حول رقبته ثم ثبته على ذلك الكرسي وربطت يديه ورجليه
جلست امامه واشعلت سجارتي ثم اخذ يتوعد ويشجب تارةً يبكي ويلوم غباءه وتارةً يضحك على قلة حيلتي وعجزي لانني لم اقتله
وانا امامه اترقب وابتسم وانظر الى حاله ثم صرخ بي قائلا هيا اقتليني ايتها العاهره
هنا فقط ثارت ثائرتي، واسرعت اليه وامسكت بوجهه وقلت سأريك الان من هي العاهره
واطفأت سيجارتي في كتفه وصوت صراخه يتعالى الى جانب ضحكاتي
ثم اقتربت منه وهمست في اذنه : هل تؤلمك ي عزيزي
التفت الي ثم بصق في وجهي قائلا هل هذا م تستطيعين عمله كم انتي جبانه؟
كررها على مسامعي كثيرا اختتمتها بتأملي في خوفه اللامتناهي
(كم انتي جبانه ) مسكينة هي النفس البشريه حينما تضطر لقول اشياء عنيفه تعبيرا عن خوفها الصامت والمترجم في ملامحها
في لحظة انكسار هيبتها لتخرج ذلك الشيطان المتخفي وراء الاقنعه
لاعجب في الامر فكل م حدث كان ترجمةً حسيه لذلك الكبت والغيظ وصورةً حيه للوجه الاخر للطبيعه البشريه بدون تكلف
****
وكأنه قد خطر على باله انه حينما يستفزني بكلماته ستنزل قطرات الرحمه على قلبي لتحيي تلك الارض الخاويه
لا والف لا للرحمه واهلن بذلك التمرد الحسي
اهلن بك في وكري ي هذا
ووداعاً لك ولأمثالك
******
بعد ذلك انتفض بكل تمرد في محاولاته البائسه ان يتخلص من تلك الحبال الملفوفة على يديه الا انني في لحظة الخوف الاعمى
بادرته بسكيني طعنا في كل مكان استطعت الوصول اليه ومحاولاته الفاشله في التخلص مني حتى فارقت انفاسه الاخيره الحياه
التفت بكل خبث على م كان حولي في المنزل اخبره انني اليوم انتصرت على خوفي وغضبي
اليوم وفي هذه الثانيه بالذات سأثبت للدنيا ، لك ، لكم وللرحيل انني لست من بقايا الحرب الغيابيه
*****
وقفت بكل غرور على جثته وسكيني يقطر دماً بعد ان رويت عطشي من دمه الا انني م زلت الهث ولن يرويني غير دمك ي وتيني ولن اصل اليك حتى اكن قادره على مواجهتك وقتلك مثل م قتلت الرحمة في قلبي
انتظرني فلن يطول اللقاء ولكن سيكون لقائي بك ذا هيبةٍ اسطورية تتحدث عنها البشرية جمعاء
وستبقى حادثة قتلك اسطورة شرقيه يتحدث بها بني آدم على مر الزمان ودرساً مخلداً لكل من يحاول العبث بقلب كل فتاه
****
هربت الى غرفتي بعد تلك المأساة والفوضى الروحيه لأرتبني من جديد
نزعت كل م ارتديته ، نزعت تلك الدماء التي كانت تغطيني ، نزعت ذلك الغضب المختلط بدماء الابرياء
احقاً كان بريئاً ام كان ذئبا بشريا
عفواً إذن المختلط بدماء ذلك الذئب البشري
****
هرعت الى الحمام لاغتسل
وضعت جسدي تحت قطرات الماء لتغسل بكائي ، وصمة عاري ، وكل م كان ملتصقاً بي
وبعد ان فرغت ارتديت ملابسي على عجل وخرجت الى الغرفة المجاوره لانظف تلك الدماء التي غطت الارض
ومضت الساعات الاخيره من الليل في التنظيف المستميت الا انني وقفت حائره امام جثته كيف سأتخلص منها
لكن لم يكن امامي سوى طريقة واحدة الا وهي الكرسي المدولب
ركضت الى غرفتي وفتحت خزانتي لاخرج ذلك الكرسي المدولب الذي وجدته يوماً داخل المنزل قبيل انتقالي اليه ، دفعته بسرعه حتي اقتربت من جثته ، حملته بكل قوتي الا انني لم استطع وباءت محاولاتي بالفشل
جلست بجانب جثته وفي تلك اللحظة خطرت في بالي فكرة ان أربط الكرسي المدولب بالكرسي الثابت واثبته ثم اقوم بجره على الكرسي المدولب
وشرعت في تنفيذ الفكره وقد تكللت بالنجاح
وبعد ان اجلسته في ذلك الكرسي دفعته حتى اقتربت من باب المنزل وفتحته بكل خفة واخرجت رأسي ثم نظرت يمنةً ويسره حتى اطمأنت نفسي بأن الوضع آمن
اخرجته وانا ادفع بكل قوه حتي وصلنا الى المصعد ضغطت على المفتاح الذي يشير الى طابقي ونبضات قلبي تتابع في خوف وصمت وبينما انا علي تلك الحال فُتِحَ الباب بحركة انفعاليه
القيت بنفسي في داخله واخذت اسحب الكرسي المدولب حتى ادخلته ، ضغطت على المفتاح الذي يشير الى الطابق السفلي
اغلق الباب بكل هدوء ، اخذت انفاسي بالتراجع شيئا فشيئا ، التفت بكل هدوء الى عداد الارقام وهو يتناقص امامي بكل بطء
كان المصعد يمضي بين الطوابق الا ان المصعد قد توقف فجأه فُتِحَ الباب ، خيم ظلام دامس
دفعت الكرسي نحو المخرج بكل سرعة وانا الهث من التعب حتى وصلت الى الباب الخلفي
اخرجته بصمت من الباب ... ساد سكون تام في ظلمة الليل... دب الخوف مخيلتي حتى شعرت به في اطرافي
اثناء انشغالي بالنظر الى ذلك الضوء الساطع ... ضربت رأسي ... استجمعت قوتي ... تدحرج الكرسي من يدي
... ركضت نحوه لامسكه سريعا قبل ان يحدث ضجةً في الحي ثم وقفت في وسط الطريق اتأمل حتى وقع نظري
على مكب النفايات ... عدت الي الكرسي المدولب ... دفعته مرةً اخرى حتى اقتربت من المكب ... امسكت بجثته
لاحملها لكنني لم استطع ... امسكت بيديه ودفعته خارج الكرسي حتى وقع ارضاً ... قربت اذناي من شفتاه اسمع انفاسه لأتأكد من موته .... اردفت بصوت مسموع : الحمدلله ... امسكت بقدميه اسحبه بكل قوتي لكنني منيت بالفشل ... جلست الى جانبه أتأمله الا انني سمعت صوت وقع خطوات من اخر الطريق .... ي الهي الان ماذا افعل ... التفت الى كل م حولي ولم اجد سوى ان اختبأ خلف مكب النفايات ... لكن لحظه ماذا افعل بجثته .. كيف اواري سوءتي ...تجمد كل شيء في جسدي حتى تفكيري اعتقد انه اصابه الشلل
وبينما انا هكذا ... اشتد الصوت اقتراباً... ابتعدت قليلاً خلف المكب وفجأه وضعت يدي على ذلك اللحاف الذي كان الى جانبي ... تبسمت بكل خبث .... حملته واقتربت من جثته ويداي ترتعش حتى غطيته به ثم رششت حفنة من تراب على ذلك الغطاء حتى ابهم الناظر اليه عن ماكان تحته ... تراجعت الى الخلف بسرعه ... وضعت يدي على شفتاي ... كتمت انفاسي بشده ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق