مسكينة هي نفسي تشكي من جوع عاطفي متعطش يلهث لسماع صوته ، الى اهتمامه الى حبه وحتى حنانه
اه ي الهي كم يسكنني من الضعف الشي الكثير لم اعد اعلم م هي ملامحي، ولما اصبحت هكذا
لا اطيق حتى نفسي كل م يشغل بالي هو صوته، سحره، هيبة حضوره حتى منذ الوهلة الاولى
أهو سحرٌ يجذبني ام فراغ عاطفي يلهث خلفه طالباً المزيد
****
اقبل الصباح بكل م يحمله من بهجه ونشاط، الكل مستيقظ يسعى وراء لقمة عيشه، وانا كعادتي جثة هامده على سريري، فتحت عيناي بكل كسل، نهضت بكل كبرياء لعل وعسى يتسلل النشاط الى جسدي لانهض من ذلك السرير البالي
توشحت رداء الكسل ووقفت خلف النافذه، اتأمل الى الصباح وتلك العصافير الشاديه وأولئك الاطفال الابرياء
،الى تلك النسمات النقيه
اه كم تمنيت في ذلك اليوم ان أولد من جديد واعود طفلة بريئة كل همها تلك الدميه وصديق الطفوله
وفي وسط تلك اللحظة التأمليه رن جرس هاتفي المحمول، التفت بكل تعجب واردفت : من ي ترى يتصل في هذا الصباح الباكر؟
جررت نفسي بخطواتٍ متثاقله نحوه، حملت الهاتف وتأملت شاشته ثم تمتمتُ قائلة : غريب ماهذا الرقم! لا اعرفه
وبكل تهور وصمت فتحت الهاتف لأتبين ما الأمر
تسلل صوت رجولي ذو سحر شيطاني يخطف الاسماع قائلا : صباح الخير ، ارتجف قلبي واحسست بنبضاته بين يدي واجبته بكل خجل وارتباك : صباح النور ولكن من انت؟
قال : انا خالد
أطمئن قلبي واخذ يتراقص من شدة الفرح، انعقد لساني وحارت افكاري، لم اعد اعلم ماذا افعل وكيف اتحدث
قاطع حيرتي وافكاري الصماء قائلا: مابالك صامته هل اتصلت في وقتٍ غير مناسب؟
وبكل عجله قلت : لا على العكس لقد سررت كثيرا باتصالك لكنني لم اتوقع ان تحادثني اذكر انك اختفيت كلية وفي ظروفٍ غامضه
رد ضاحكاً بتلك النبرة التي جعلتني اترنح سكرا من صوته : انا جدا اسف لقد نمت بدون ان اشعر بنفسي هل تسامحينني ايتها الجميله؟
قلت: نعم اسامحك، اتصالك هذا يغفر لك خطأك
وكتلك الليلة اكملنا ثرثتنا حول الحب ومشاكل الحياه وانتهى ذلك اليوم بأجمل مازفه القدر لي
***
مرت الأيام ونحن نتأرجح على امواج الغرام كل ليلة
وفي ليلةٍ انتصف بها القمر المكتمل في كبد السماء وكعادتي اتجاذب اطراف الحديث معه
قاطعني قائلاً : هل تحبينني؟
تلعثمت لم استطع ان اتحدث، ترددت كثيرا في مصارحته لكنني استجمعت كل قوتي وقلت : لا أعلم سكتُ لبرهه ثم قلت بكل لهفه : نعم احبك احبك كثيرا كثيرا
اجابني بتنهيدة اسرت قلبي : اه وانا احبك حتى انني اشعر بأن سيفاً غرز انيابه في قلبي
تهلل قلبي في تلك اللحظه، شعرت بشيئاً لا استطيع ان اصفه، هل هي كتله، هاله، سحر قد طرق باب قلبي وتربع بداخله ام انني اتخيل!
أطلقت تنهيدتي بكل اريحية وقلت : سلامتك من كل اهٍ تؤلمك ي وتيني
اسكتني قائلا: احبك، احبك، احبك
كررها على مسامع اذناي عشراً، خطفت بها انفاسي،
وكان كل م اعلمه من تلك الليله ان قلبي غادر جسدي واستوطن بروحك
وبكل عفويه حينما انهيت حديثي معك ركضت نحو المرآه واخذت انظر الى نفسي واتحسس وجنتاي التي احمرت خجلا واهتزت طرباً على انغام حبك
ف بوجودك احببتك واحببت نفسي والحياه،
لقد زرعت بداخلي لحن الحياه السعيد
اه كم احبك كثيرا
***
ثم اخذت بعد ذلك أغني طربا واطوف ارجاء الغرفة والتف حولي بكل صبيانيه حتى تعبت والقيت بنفسي على فراشي ثم احتضنت وسادتي وغرقت في بحر مخيلاتي ارسم خارطة حبك
***
افقت من نومي بعد تلك الليله على ترانيم صوتك التي تسكن ذاكرتي واخذت اكرر كلماتك تنهيداتك في تفكيري
ي الهي كم انني احبك وكم ان الحب شعور جميل
لم اعد اتمالك نفسي وشوقي نحوك اه ماذا افعل ايعقل هذا! اصيحت تسيرني بلا شعور وتتحكم في عقلي وكل ما املك لقد اجهدني التفكير بصوتك والشوق الى لقاءك
استجمعت قواي وهدأت من وطأة الشوق وضللت بجانب الهاتف انتظرك، مرت الساعات بتثاقل وكأنها تتوعدني ان تمر بكل بطء حتى ظننت ان كل ساعه هي الف عام، يأست لم اعد اعي م افعل
تجرأت وضغطت على زر الهاتف واتصلت به والغريب انني لم القى اي رد على اتصالي، كررت اتصالي اكثر من مرة لكن لا فائده
توشحني الخوف وبدأت الوساوس الشيطانيه تنفث سمها في مخيلتي، قاومتها وافقت منها
ثم بعثت برسالة له وانا اترقب الرد بكل لهفه وخوف وبعد سويعات وصل رده سريعا قائلاً : ارجوك اريد ان ارتاح لاتزعجيني من فضلك
لم استوعب ماحدث ودخلت في غيبوبةٍ شيطانيه ثم اخذت اكلم نفسي : ماالذي حدث؟ هل ارتكبت جرما بحقه؟ انا حقا خائفه جدا ي الهي؟
انهالت الشكوك في مخيلتي ودب الرعب، اسرعت فتوضأت وعدت لاصلي حتى تهدأ نفسي وتطمئن ولكن بلا جدوى
ضللت على تلك الحال حتى انتهى ذلك اليوم الحزين
***
اقبل المساء يمشي بخيلاء على انغام ذلك الوجع الذي قد توسط اضلعي ذلك الالم والخوف الذي يفتتني يربكني يجعلني حائره خلف تراتيل الغرام وتلك العجوز الشمطاء التي تسكن بداخلي تلعن ذلك الخلود الابدي
***
استيقظت كعادتي لكنني اليوم استيقظ واتمنى الف مرة انني قد مت وكنت نسيا منسيا حتى لا اتألم بسببه
استيقظت واستيقظ الحزن، الالم، الوجع بداخلي حتى انني لم اعد اعرف بماذا اصفه حتى تلك الثمانية وعشرون حرفا لم تعد تكفيني لاصف ذلك الخلود وذلك الالم وتلك الذكريات الصماء
كل م اتمناه ان امسك بكل م يدور في رأسي من وساوس وذكرى والم وضياع وأقتلها بكرا حتى تصبح عاقره
وفي وسط تلك الفوضى الروحيه والترسبات الهذيانيه قاطعني صوت الهاتف كعادته
ركضت سريعا واجبت قائلة : من انت ي من تسكن بداخلي ماهذا السحر الابدي لما انت صامت ما الذي حدث هل انا مجرد دميةً صوفيه تنقش على قلبها احرف الفناء فناء حبك ام خلود عشقك اجبني ارجوك!
اجابني بكل برود وكلي والمي يتعطش لسحر صوته ونبراته وكل ما به : هدأي من روعك وسأقص لك م حدث ولكن هذه المره سيكون كلامي جارحا كحدة السيف فلتتحمليه
اطرقت رأسي واتت الوساس تجر ذيلها وتجلجل فرحا كأنها تقول لي : ها انا ذا لقد انتصرت هاهي الحقيقة تنتصر
وبينما انا على تلك الحال قاطعني بعظيم قوته وبرودة اعصابه وعواء صوته الخبيث : لقد هاتفتني امي بالامس تخبرني بأنها تريد ان تزوجني بإحدى الفتيات وانا قد وافقت على ذلك ولا استطيع ان ارفض طلبا لها ارجو ان تسامحيني فأنا احبك لكنني لا استطيع الزواج بك فعاداتنا وتقاليدنا تحكمنا ولا استطيع ان اخالفها
حينها تساقطت الخيبات وانهالت ضرباً بمخيلتي تلومني وتلوم غبائي البريء
توشحني الصمت حتى اصبحت ضيحته الاخرى
تبلدت وتبلد كل م بداخلي
لم استطع الكلام
كل شيء بداخلي يتحدث يلوم يشجب ينكر
الا لساني ابكم الالم
صرخ بي قائلا: انا احبك ارجوك ان تتكلمي ان تبكي ان تقولي شيئا ارجوك لا تصمتي
ابكي عجيب انت ي هذا خلف كل ذلك الصمت يتوسد البكاء قلبي عيناي اضلعي
اتكلم ماذا اقول كل م بداخلي يتكلم الا ذلك اللسان الابكم
صرخت بكل الم : سحقا لك اتقول بأنك تحبني كيف لك ان تحبني ولا تريد الزواج بي ايعقل هذا واجهشت في البكاء ثم اكلمت حديثي قائلة اجمع اعذارك الواهيه معك وارحل لا تبحث في سطور حبي لك لاعذار تغذي بها رحيلك فمشاعري باتت عاقره لاتنجب لك المزيد من الاعذار ارحل ارحل ارحل بعيدا واتركني فلي ربا فقيرة اليه غنية به عنك
***
اكتسح الصمت مخيلتي غرفتي حديثي حتى عواء جروحي والامي النازفه
لم اعد اعرف اين انا كيف ساتصرف او بالاحرى اعيش
عدت بخيباتي عدت بفشلي وقمة الحزن عدت بذكرياتي ارتلها على مسامعي كل دقيقه عَلّي احتويك وجوداً او حتى طيفاً
اه والف اه التي كررتها عشرا وكررتها الما يطوقني ويخنقني
يجعلني اترنح تائهه لا اعلم مالمصير واين المبتغى
***
افقت من غيبوبة صمتي الابديه واسرعت لأتوضأ واصلي وادعو حتى تهدأ نفسي وينجلي عني حزني والمي
حتى فرغت من صلاتي جلست لاتأمل ذاتي متسائله ي الهي كم اجرمت في حق نفسي وحق والدي
كيف سمحت لهذا الحب بان يكبر بأحشائي ويولد ويرى ذلك النور لماذا لم اقم بوأده في عز بكارته
سامحني ي الهي على قلة ضعفي وعجزي سامحني
***
بكيت لاغسل مابي من اثام والام لاولد من جديد ولأتناسى رحيلك وكل م يتعلق بك
استجمعت اشلاء روحي وهاتفت صديقتي ملاك اجابتني بعد تكرار اتصالي عليها اكثر من مره بكل خوف وقالت : ما بك
لم استطع الحديث وشرعت في بكائي
صرخت بي قائله : ماالذي حدث ارجوك تكلمي أتعلمين انا قادمة اليك
اقفلت الهاتف ورميت بنفسي في حضن وسادتي
حضنتها بكيت انا وبكت السماء
وبينما انا على تلك الحال لم اجد الا ونفسي بين يدي ملاك تهزني وتخاطبني تحاول ان تجعلني اقف على ارجلي ولكن دون جدوى فقد كنت في فلكي اسبح بعيدا عن الواقع
لكنها لم تستسلم بل ذهبت وأتت بقدح من الماء وسكبته في وجهي ثم صفعتني في وجهي لعلي اصحو من غمرتي غمرة النسيان والالم وامسكت بي ثم وضعت عيناها امام عيناي واردفت بكل غضب : ستتحدثين رغما عن انفك هل تفهمين
حضنتها بكل طفوله وانا اتحدث عنك لا اعلم ماذا اقول لها هل اتحدث عن ايامنا حين كنت تسقيني من خمر عسلك ام احدثها عن نار رحيلك
شددت بيدي على خاصرتها واردفت : سيتزوج بأخرى، سيتركني لاني سيئه الى حد البراءه
الم اخبرك سابقا بأني فاشله في علاقاتي حتى بك انتي ايضا
وضعت يدها على شفتاي ثم قالت : اعلم بأنك فاشله ليس بغريب وابتسمت ابتسامةً خفيفه ووضعت اصبعيها تحت عيناني تمسح الدموع ثم قالت مارأيك ي فاشله ان نذهب اليوم الى مكانٍ تحبينه
صمت بكل حزن فلا رغبة لدي بالخروج لكنها دفعتني الى الحمام واخرجت ملابسي واقفلت الباب وخاطبتني من خلفه قائله : هيا فلتأخذي حماما دافئا انا بالخارج انتظرك فأمامنا سهرةً طويله
فرغت من حمامي ثم فتحت الباب وقلت : انتهيت ماذا افعل الان!
قالت: لاشي سوى انني انا سأقوم بتجهيزك وترتيب هذا الشعر الاجعد
بعد ان فرغت من تجهيزي امسكت بيدي وشدتني لأنهض وأوقفتني امام المرآه وقالت : مارأيك ثم تبسمت ضاحكه وهمست بأذني : الم اقل لك انك جميلتي
ارتسمت على محياي بسمةً حزينه ثم قلت : بلا شك انا جميلتك
استأذنت مني للحظات ثم خرجت لشرفة غرفتي واجرت اتصالا
لم افهم ماكانت تدبر له وانا انظر اليها بكل تعجب
لكنني لم القي بالا لذلك الشي ثم هممت ان اجلس الا انها عادت الي وصرخت قائله: هيا السائق ينتظرنا خارجا
لم تعطني حتى الفرصه لاسأل الى اين نحن ذاهبون
ركبنا السياره ثم اكملت ثرثرتها ونحن في طريقنا الى ذلك المكان الذي اجهله حتى وصلنا
صرخت بكل فرح ثم ضربتها على كتفها : لما لم تقولي اننا سنذهب الى الشاطيء
قالت : لارى هذه الفرحه ترتسم على وجهك
حضنتها ثم خرجت على عجلة من السياره وتوجهت الى البحر اخاطبه اشكو اليه احضنه
ها انا ذا اتيت اليك بعد طول غياب اتيت اليك جريحة فقد ابتعلني الحزن داخله
اتيت اشكو اليك مواجعي
واليوم فقط اقف امامك لست كعاشقه بل حكاية رحيل
لكنني تفاجأت وانا على تلك الحال بيدي ملاك على عيناي
امسكت بيديها وابعدتها ثم التفت البها وقلت : الن تتركي شقاوتك ابدا
انفجرت ضاحكة وقالت : انا من يترك الشقاوه ام انتي ثم امسكت بأذني تقرصها
بعد ذلك جلسنا على ذلك الرصيف في سكون الليل ثم شكوت لها مالذي حدث ولم اغفل اي تفصيل صغير عنها
ربتت على كتفي وشدتني اليها ونطرت الي وقالت : اولا هو كاذب وجنس الرجال هو ذاك حالهم اذا لم يكذب لا يهنأ له عيش فلا تحزني هو حقير بحقارة ذاته المتوشحه بالسواد الشيطاني وخبث نواياه ولتعلمي بأن في الامر خيره
قلت والدموع تكتسح عيناي : كيف يكون خيره
قالت : لعله كان شرا قد صرفه الله عنك
قلت : وكيف اعيش مع هذا الالم وتلك الخساره كيف كيف كيف
قالت : يجب ان تتعلمي كيف تروضين ذلك الحزن في داخلك وكيف تتأقلمين معه فأنت تعلمين كيف يكون ذلك في قرارة ذاتك
قلت : صعب لا استطيع
قالت : بلى
ثم نهضنا لنتمشى قليلا على الشاطيء حتى اتى السائق وعاد كل منا الى منزله وانتهى ذلك اليوم بمأساة صمتي على وسادتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق