الجمعة، 4 أكتوبر 2013

سيدة المطر





 قررت يوما ان اقضي احدى مغامراتي الغراميه مع المطر ...
ذلك العاشق الملائكي  الجميل وإن كان في بعض الاحيان يتعبني الحنين اليه  في ايامي المشمسه

اتعلمون لما ؟
لانه كلما اجتاحني الالم والشوق في سكون الليل وجدته
الى جانبي دوما يرويني بعسل قطراته ويغسل م تبقى على 
وجهي من دموع الحنين

حتى انني اذكر انه كلما هممت بالبكاء استبقت نفسي الى 
نافذة حجرتي اناجي رب السماء بوحدتي وشوقي ليأتي 
الرد سريعاً بقطرات الحب السماويه لدرجة انني كنت اركض
بصبيانيه من فرحتي نحوهاحتى اسقط في احضانها مخفيةً
حرارة الالم ببرودتها ونقائها حتى تطوقني بكلتا يديها
الحانيه وتطفيء اشواقي الحاره اليها 

لاتلوموني فأنا عاشقه متمرده لذلك المطر ...
اعشق وجوده وتتمرد كل حواسي لغيابه وتلهث اشواقي 
 لخمر قطراته

واسفه كل الاسف الى جميع البشر فأنا لم اجد عاشقاً يبلغ
درجة الكمال كعاشقي العتيق منذ الازل 
سيد الكمال والجمال "المطر"

الخميس، 3 أكتوبر 2013

قصيدة ضامي هجر














ضامي هجر والليل كله معاناة
                               ونفسي على طول المفارق شقيه

من الوله تسهر عيوني ولاتبات
                               ودموع عيني من الجفا والاسيه

مشتاق صوتك ي بعد كل الاصوات
                              ي واحدٍ تسوى جميع البريه

ابغاك في قصة حزن مع روايات
                             وابغاك تدميلي الجروح الخفيه

بي علةٍ تجتاحني كل الاوقات
                            ي رب ي معبود خفف عليه

الاثنين، 30 سبتمبر 2013

سفيرة القلم



انا لست سفيرةً للمنطق والكتاب او لتشريف القبيله او العرق والدم البشري بل سفيرة لقلم الحب 
وليس الذنب ذنبي بل ذنب قلمي وعقلي اللذان حاكا مؤامرة ضدي من اجل اغتيال احرفي 
احذركم !!
انا بريئة من ذلك القلم



فحينما اصبح قلمي سفيرا للحب تغيرت مبادئه وسياساته 
اصبح يمارس ولائه لكل صعاليك الحب جاعلا الرحيل يرقد في المنفى

أيعقل ان يكون ذلك القلم مصابا بالهوس الى الحد الذي يجعلني اسطر احرفي من اجل ان تنتحر في بحر الحب 

لست اعلم !!

لكن كل م اعلمه انه اما آن لأقلامنا ان تنال شرف الحب وتصبح سفيرة له في كل المنابر
تدرء عن عرضه كل م يدنسه 

في حين انه ليس الذنب ذنبنا من استخدم الاساليب الملتويه لتلويث الحب بل ذنب البشر الذين جعلو منه دمية رخيصه في ايدي الجبناء المراهقين

والان حان الوقت لأن تقام دولة الحب وتستقل بشرفها بعيدا عن ارض القبيله المحرمه 
وان ينال القلم شرف السفارة الانسانيه للحب 
وان يقوم كل من العادات والتقاليد تقيم الولاء والطاعه لتلك الدوله

الان فقط سيعود ذلك القلم الى الزمن القديم 
الذي اخذ فيه على عاتقه شرف تلك السفاره حينما نشأت دولة الحب قديما في ظل هيمنة الرحيل والتي انتهت حربها بعدما منيت يهود الرحيل بالهزيمة النكراء
والتي ساهمت في استقلالها سفيرة القلم الصغيره 
التي طالما ابتعدت بذلك القلم عن اماكن الرذيله التي يمارس فيها دعارة الرحيل 
تلك الرذيله التي حاولت مرارا ان تغتال الحب في عز بكارته
الا انه لم تدم صفو الحياه لهذه الدوله قديما حتى هب يهود الرحيل يحيكون المؤمرات لوأدها في عز مضغتها ولم يهدأ لهم بال منذ ذلك الحين حتى امست تلك الدوله قابعه في براثن الاستعمار الرحيلي

ولان تلك السفيرة الصغيره لم تنسى دوما بأنها كرمت بذلك الشرف هبت من جديد لنصرة مباديء الدوله في وقت ضعفها وهجرة ساكينيها حتى وقفت في وجه ذلك الاستعمار 

وضلت تلك الملحمه على مدى القرون التي لم تنتهي بنتيجه حاسمه بين الطرفين 

وفي يوم من الايام قامت حمله جديده  بقيادة سفراء الاقلام جمبا الى جمب تلك السفيره والتي كان هدفها تطهير الحب من براثن الرذيله والاستعمار الرحيلي التي وقعت تحته جراء خيانة بعض السفراء لهذا الوطن الجميل 
وقد اتخذت على مر السنين سبيل إزالة الغشاوه عن اعين الجبناء وتنوير عقولهم " ان الحب ضد كل رحيل ... كل خيانه ... كل كبرياء "
ولم تكل تلك السفيره عن عملها بل كرست سني عمرها في خدمة الحب بكل وفاء وولاء حتى نالت مبتغاها في اخر ايامها وهاهي تجني ثمار ذلك الشرف بكل فخر على مرأى من الجبناء في ذلك الزمن الجميل


اه كم اتمنى ان اصبح سفيرة للقلم واكرم دولة الحب من جديد لتدب بها الحياة بعد ان تركت في ذلك المنفى البعيد  وان يعود الزمن  للوراء الى تلك الملحمه التي رويت على مدى القرون في كتب الراحلين ... الى زمن عبد الحليم 

وان ننال شرف تأسيس دولة الحب من جديد وان يبعث من رمادنا سفيرة قلم تطهر المنطق والعقل وتكفر بالرحيل 

فنحن وسفراء الاقلام الى متى في سبات 
الى متى ذلك الاستعباد

الأحد، 29 سبتمبر 2013

تساءلت !!


لا اعلم الى متى يدفعني ذلك التساؤل والعتاب المستمر والانتظار بلا ملل 

الى متى وانا احاول ان اعود بالزمن الى الوراء الى تلك اللحظة التي كنت فيها سعيده جدا
والتي كنت دائما م اتمنى ان تتوقف عقارب الساعه عندها ولا تتجاوزها 

اما آن للنسيان ان يطرق بابي 

ام انه يأبى ان يجعلني ان ارتشف من ماءه قليلا علني اشفى منه 

لما كل ذلك الوفاء ولما انا هكذا خلقت ملائكية القلب لا يعرف الكره طريقا الى قلبي 



اي حب هو هذا الذي يجعلني اتوسط عرش الغفران 

اشك في انني انثى واجزم بأني حورية الجنه

لا ابالغ في مدحي بل اتعجب من حالي لما لم استطع النكران او الكره او النسيان او حتى الجحود 

ايعقل ان يهذبنا الحب حتى في مشاعرنا ويجعلنا اشخاصا نكاد نبلغ الكمال والمثاليه 

تناقض لا افهمه فقد كنت في الماضي انشد الكمال والمثاليه والان ارفضها وبكل منطقيه وعقل

نعم ارفض وبشده مثالية الحزن والالم وكمال الوفاء والتضحيه 

ليس لأنني جاحده لا بل لأنني عاقره لحب غيرك ي وتيني 



الاثنين، 16 سبتمبر 2013

للرحيل حكايه













لم اكن اؤمن بالرحيل في شرعية الحب حينما احببتك ولكنني ارتطمت بطوفان رحيلك من غير سابق انذار حتى انني قد بلغت من عمر الرحيل ستة وعشرون خريفا من الالم
واصبحت تلك العجوز الشمطاء تسكن اجزاء جسدي المنهك الذي عاش دهرا يروي بداخله مدينةً ريفيه لا يسكنها سوى اشباح طيوفك

والعجيب في الامر انني لم اعتد رحيلك قط لكن فكرة الاستغباء بأنك م تزال الى جانبي هي من تبقيني على قيد الحياه

حتى انني كثيرا م كنت اتساءل حينما رحلت احقا يؤلمك الرحيل مثلما يؤلمني
احقا تمر تلك الذكريات في محطة ذاكرتك وتبتسم
وهل انت نادم على هجرانك لي
وهل يسكنك ذلك الوجع الذي يمزق اضلعي
احقا تمر بك اطيافي لتشاطرها لومك وعتابك
ام انني فقط من يشعر بذلك

اه لقد مللت تشتت افكاري حتى انني لازلت لا اعلم حتى الان لماذا رحلت
هل لقبيح اعمالك ام لصدقي الطاغي على اخطائك الصماء

ي الهي مسكينة هي نفسي التي باتت تتسكع في خيالات التائهين لعلها تلمح طيفك في تلك المتاهات

مسكينة هي انا التي كانت دوما ما تتلو على قلبي قولها المعتاد "تناسي ففي خلود ذكراه المك " عشرا حتى حفظتها عن ظهر قلب لعل وعسى يوما ان تجعلني ان استطيع وأد شعلة الحب التي اوقدتها بداخلي لكن سرعان م ارتطم بقلبي العقور الذي كلما امرته بنسيانك زاد في عناده شوقا وحنينا اليك

موجع حقا هو الرحيل!

وتيني الذي به انبض

جميله هي بدائية الحب التي تسكنك لتجعل منك رجلا يغتصب مملكتي ويهدد عرشها بغروره متسائلا عن مدى حبي له

 جميلة هي حقا تلك الايام المخبأه في ذاكرة القدر والتي تروي لك انه ذات مره حينما كنت أحادثك على الهاتف... بادرتني بكل عفويه ... لماذا تحبينني؟
والى اي درجة يبلغ حبك لي؟

اذكر تماما يومها كيف انني تلعثمت حتى انعقد لساني وحتى حواسي عن الادراك لم اعد اعلم كيف اجيبك على سؤالك التافه

وكيف انني اصبحت في نظرك كطفلة تلاعب اباها عندما بادر بسؤاله لها كم تحبينني لتتلعثم وتقول له بكل خجل مثل البحر

لكنني لم اكن وقتها متيمةً بك مثل حدود البحر اللامتناهيه بل اكثر من ذلك

احبك لدرجة انني اهذي بك جنونا فليس على المجنون اي حرج

احبك حتى انني نسيت ان اخبرك بأن لديك تسع ضحكات التي كان اولها : عندما تضحك من اعماق قلبك
وثانيها ؛ عندما تسخر من قدراتك
وثالثها : عندما تشعر بالغضب
ورابعها عندما تتحدث عن اصدقائك
وخامسها : عندما تكون في سكرة الحب والخجل
وسادسها : عندما تكون في غاية الفرح
وسابعها :عندما ترتبك ولا تستطع ان تعبر لي عما بداخلك
وثامنها : عندما تريد ان تكذب
وتاسعها : عندما تنطق شفتاك بكلمة احبك

اذن م رأيك كم يبلغ حبي لك

الم تعلم بأنني كل يومٍ انفث على قلبي واتعوذ من رحيلك عشرا وان جرعةً من خمر صوتك كافيةً بأن تجعلني اترنح من غمرة السكر

وانني بت اثرثر للقمر عنك كرواية الف ليلةٍ وليلة لكن برواية الف عام بألف عام
وانني اسميتك وتيني الذي به انبض

اذن اي حب هو هذا ي وتيني الذي تسألني عنه 

ستة وعشرون خريفا من الامل

هل هي ستةٌ وعشرون خريفاً من الامل ام الالم وهل الامل حليف الالم! 
ها انا ذا ابدأ تساؤلاتي اليوميه خلف شباك الإنتظار ارتشف قهوتي كعادتي وأتأمل طقوس طائفية الهوى لكن لحظه أيعقل ان تكون مدينتي طائفية الهوى أم طائفية الحب اشك في ذلك بل طائفية الحزن والبؤس فلولا ان القدر قد اتى بك لتطرق بابي مصادفةً واجبته بكل فرح لكنت الان في غاية السعادة وراحة البال ولكانت لمدينتي طوائف للحب تجوب الارض.
عذرا لكم لم أعد اعلم ماذا اهذي لكن كل م أعلمه انني اهذي كل يومٍ بك جنوناً على مسامع الغرباء علّ يطرب بها عازف رحيل حتى وان كانت الكلمات تقف صامتهً على عتبة ذاكرتي تعجز عن وصفك 
ي الهي كم اشكو من فوضوية الروح حتى ان الكلمات تهرب مني لتختبيء خلف تلك الشجره التي كانت بجوار منزلنا والتي تعودت في كل مره ان اراقب نموها متسائله من منا سيكبر سريعا بلا احزان ولا ألم فقط من سيكبر ببراءة الطفوله تلك البراءه التي هي جنة السعادة اللامتناهيه
كم اتمنى ان اعود طفلةً تلعب وتجري دون هموم طفلة في مشاعري وحتى كلماتي لكن حينما يهم قطار العمر بالرحيل لانستطيع ايقافه
ذلك العمر الذي انقضى بترتيب الاحلام كل يوم على شرفة المنزل على هيئة فتاه تنتظر ساعات الليل المتأخره ان تنقضي لتسرع وترتدي ثياب المدرسة سريعاً لتقف خلف الشباك بكل عجله حتى لايفوتها منظر شروق الشمس لتلقي عليها تحية الشوق بعد طول إنتظار 

كم هي جميلة قوة الامل التي تدفعنا حينما كنا صغاراً نحو المستقبل قبل ان نرمي بأجسادنا على فراشنا استعداداً للنوم لنبدأ مسيرة التفكير ثم الاستسلام لوطأة النوم
ذلك المستقبل الذي طالما كنا نحلم به في يومٍ من الايام 
وهاهي تلك الايام قد انقضت سريعاً وها انا ذا كبرت احمل تلك الاحلام البريئه ولكن بشيء من الالم يخالطه ذلك الامل الذي يجعلني أرتب احزاني واحلامي التي لاحد لها في هذا اليوم خلف شباك منزلنا لعلي اقاوم به تجاعيد احلامي قبل ان تشيخ سريعاً وهي في عمر الزهور
والعجيب ي الامر انني اكتشفت مؤخرا انه كلما كَبرتُ كَبِرَتْ معي احلامي وبت احملها في احشائي حتى اصبحت في المخاض تنتظر الولاده يوماً لترى النور، ليشق صراخها الوجود معلنةً عن ولادة امل جديد ينتظر ان يكبر سريعا في حضن والدته 
ذلك الامل الذي يشق طريق اطوار النمو ممسكاً بوالدته يدا بيد ليدخل إلى مدرسة الحياه التي طالما كانت سببا في أن يتبدل مفهوم الامل إلى معنى الألم حتى انني قد بدأت اشك في ان الحياه قد ابرمت اتفاقا مع الامل اتفاقا شيطانيا كان ظاهره ان تمد للأمل يد السعاده في باديء الامر لتكلفه عناء أمنيته التي حققتها سريعا وتكافئه بالالم في عمر الزهور 
ذلك الالم الذي بدأ يتوسط اضلعي ويكبر يوماً بعد يوم بعد ان اهدتني الحياه في جعبة ملائكية الصدف وعلى طبقٍ من ذهب في هيئة تفاحة الحب عربوناً لصداقتنا وبكل عنفوان قضمت تلك التفاحه ولم أعلم أنني تجرعت المر علقماً وأنني قد كتبت بكلتا يدي وصية ألمي لأضعها بجانب كفن حبك الأبدي
ها انا ذا اليوم أقطف حصاد سنيّ الحب وقد تجاوز عمر المي واملي في عودتك ستة وعشرون خريفا من الامل 
الامل الذي لم يمل فصول الإنتظار حتى انني اجزم بأن فصول السنه قد تعاقبت مع الأمل جمبا الى جمب فكانت ربيعا بأشواقي وخريفا بإنتظاري وشتاءً بألمي وصيفاً بحنيني إليك 
واليوم اصبحت اقدم عاصمة للامل يأتي السياح من كل مكان طلباً لرؤية تلك التماًثيل والمنحوتات التي كانت في هيئة صورة حبك حتى يرتشفو قليلا من الامل ويعودوا الى اوطانهم محملين بشيء من القوه ليكملو حياتهم اليوميه بكل م تحمله من هموم ويقاومو انهيار ذواتهم في ظل هيمنة السعاده المزيفه بقطعه من احجية الزمن
لكن لحظه بعيدا عن كل ذلك اعتقد بأن الامل عجوز شمطاء تجلس على الاجنحه المتكسره وقد توشحت رداء الحب وتنظر الى الغرباء العابرين في ذلك القطار وتقول اين فارسي المقنع الذي سيحملني على صهوة جواده الابيض بعيدا عن الالم
الالم الذي يسكن قصور قلبي ، ينهش حيطانها، يفتتني، يجعلني اترنح تائهه حينما اهرب في متاهاته لكنه سرعان م يكبلني بأصفاده طالباً المزيد ليتبختر على عواء انيني ويرقص طربا معلنا الانتصار وكأنه يقول لي ها انا ذا اتربع عرش أملك الى الابد لأصرخ في وجهه بروح انثى شيطلائكيه تلعن الرحيل الذي سرق منها بسمة شفاهها في يوم من الايام ليرمي بها في براثن الرحيل 
غريبةٌ هي تلك لصوصية الحب التي تزرع بداخلنا شيء من الامل حتى بعد الرحيل والتي نمارسها كل يوم مثل شيء يشبه الطقوس الدينيه ولكن بشيء من البكاء والحنين والانتظار والامل في عودة الراحلين 
واليوم فقط اصبح لدي قناعه ان الالم اختيار وليس قدر فنحن من نصنع من الامنا قوقعةً باهته لانستطيع ان نتخلص من شباكها حتى اننا قد تغافلنا ولم ندرك حقيقة مهمه وهي انه لولا وجود الالم والامل لن يتسنى لنا ان نعرف متى سنكون سعداء في حياتنا وانه لولا الاخطاء التي ارتكبناها في حق ذواتنا لما كبرنا ونحن نحمل في جعبتنا كتاباً من الحكم نروي فصوله على مر السنينهنيئا لنا وشكرا على عطايا الرحمن، شكرا على رحيله، بكائي، حنيني وحتى المي 
شكرا لك ي الهي على مرضي بحبه واملي في عودته فلنا في الالام اجورا ولنا في الالام حكمه

رواية وشاءت الاقدار الفصل الرابع

تتابعت الشهور وانقضت الايام واصبح للرحيل حكايه اجرها على مسامع الغرباء في ذلك القطار وادركت حينها م انت سوى شيطاناً ثائراً ربيته صغيرا فلما اشتد ساعده رماني 

*** 

انت حفنة ترابٍ خلقت مني انثى شيطلائكيه لاتنجب سوى الشياطين 

انثى قد تلبستها روحك الشيطانيه حتى اصبحت لاتعرف البكاء ولا الآلام ولا حتى الآهات

زرعت بداخلها شجرةً من نار لاتثمر سوى القسوه والانتقام والانانيه وكره بني الرجال 
*** 

وقفت متسائله اتمتم بكلمات صامته قائله :

اه من ذلك الوجع الذي يسكن قصور قلبي ينهش حيطانها

يفتتني يجعلني اترنح تائهه 

اهرب في متاهاته لكنه يكبلني بأصفاده طالبا المزيد 
يتبختر على عواء الامي ويرقص طربا معلنا الانتصار 
وكأنه يقول لي : ها انا ذا اتربع عرش ألمك الى الابد
***
رميت بجسدي على ذلك السرير واجهشت بالبكاء لم استطع ان اتمالك نفسي، قهري، حزني وحتى جوعي الشيطاني لحبك 

صرخت بعالي صوتي : مللت من البكاء والحزن مللت من كل شيء حتى من نفسي ي الهي ساعدني وارحم عجزي 

تنفست الصعداء ، حاولت تكرارا ان استوعب الامر ان اروض حزني، ان اصبح قويه ولكن سرعان م اعود الى قوقعتي واتساءل من جديد

أحقاً أحببتني ام انك احببت فقط مجرد شخصيتي 
لان الحب الحقيقي هو ذلك الذي يجعلك تعشق تفاصيلي 
يجعلك تتألم لرحيلي 
يجعلك تكره الاماكن بدوني 
يجعلك سقيما ابد الابدين 

ان كنت فعلا تعشق تلك التفاصيل 
فلما رحلت 

وهل اخبرتك يوما ما ان لديك تسع ضحكات
ايساورك الفضول لتعرفها 
اذن دعني اخبرك عنها

اولها عندما تضحك من اعماق قلبك
وثانيها عندما تسخر من قدراتك 
وثالثها عندما تشعر بالغضب
ورابعها عندما تتحدث عن اصدقائك
وخامسها عندما تكون في سكرة الحب والخجل 
وسادسها عندما تكون في غاية الفرح 
وسابعها حينما ترتبك ولا تستطع ان تعبر لي عن م بداخلك 
وثامنها عندما تريد ان تكذب 
وتاسعها عندما تنطق شفتاك بكلمة احبك

اذن م رأيك هل احبك ام لا 

ضحكت بشده ونظرت الى حالي اصبحت اكلم نفسي 

امسكت بخصلات شعري جذبتها بقوه ولففت نفسي ، كنت اتألم بشده واتلوى من الوجع 

اصبح كل شيء من حولي كئيب يخلو من علامات الحياه بدونك والادهى والامر انني كلما نظرت الى حالي اراك بداخلها تجري مجرى الدم منها 

لم استطع الهروب منك وحتى مني 

بت استيقظ من نومي وجلة اعاتبك واخبر احلامي عنك حتى هذا اليوم 

لازلت لا اعلم حتى الان لماذا رحلت هل لقبيح اعمالك ام لصدقي الطاغي على اخطائك الصماء 

لتعلم انني لن احاول ان اثبت لك شيء ابدا او انني احببتك كثيرا وم زلت احبك لكنني واثقه تماماً بأن الزمن هو. الوحيد القادر على ان يثبت لك ذلك عندها ستدرك فقط انك قد خسرتني 

وانني بكيتك جوعا لحبك، لذكرياتك، لحديثك، لنبراتك، وتنهيداتك لكن كن على يقين بأني لم ابكيك ذلا 
***


نهضت من غمرتي بقوة ونفضت عني غبار الحزن واخذت عهداً على نفسي بأني سألقن بني الرجال خاصةً والبشر عامةً درساً لن ينسوه 

خرجت من غرفتي والحقد يتطاير من عيناي وعزمت الرحيل من المنزل والاختفاء عن الانظار حتى انفذ الاتفاق الذي ابرمته مع الشيطان 

***
بعد ايامٍ قلائل تمكنت من الاستقرار في منزلٍ صغير لأتم تلك المهمه التي اتيت من اجلها 

وفي احدى الليالي العتيمه كنت قد خرجت من منزلي ابحث عن ضحيتي الاولى وذهبت كما اعتدت دوما الى المقهى وجلست انظر واترقب لعل وعسى ان تأتي الايام بتلك الضحيه 

وحينما كنت اشرب قهوتي قاطعني رجلٌ طويل ذا هيبة شيطانيه تتلبس كل من يقترب منه، كث اللحيه قائلاً:
هل تسمحين لي ان اجلس معك قليلا فأنا معجبٌ بك؟ 

ابتسمت وانا اضغط على فكي بشيء من الحقد ثم قلت : بالطبع ولما لا 

احسست حينها بشيء من التغطرس والانتصار واخذت اكلم نفسي 
_ اخيرا سألقنكم درسا لن تنسوه

بعد ذلك اخذنا في الثرثره والضحك حتى مرت الساعات 

تأخر الوقت واستأذنته وهممت بالرحيل لكنه امسك بيدي قائلا
دعيني اوصلك في طريقي 
هززت رأسي بكل فرح وذهبت معه

لكنني ونحن في طريقنا الى منزلي راودني الخوف والوجل الا انني لم القي بالاً لذلك 

جلست صامتةً في ذلك المقعد الى جانبه وهو يثرثر بجانبي بكل تعجرف وانا بداخلي كنت اموت غيضا وددت ان اقتله في التو واللحظه

حتى وصلنا الى منزلي ودعوته ليدخل معي لكنه رفض بحجة ان اهلي في المنزل لكنني اخبرته بأنني وحيده 

هنا فقط كشر عن انيابه ضاحكا :
حسنا سأجعلك اليوم تترنحين من رجولتي 

استأذنته لدقائق معدوده واسرعت الى المنزل قبل ان يدخل واعددت متكأً له وبعد دقائق طرق الباب قائلا: هل ادخل؟ 

فتحت الباب وجذبته من عنقه وطرحته ارضا وضحكاتي تتعالى بكل خبث وبيدي سكينتي الوح بها على جسده من بعيد وقدمي على رقبته 
كيف ستريني رجولتك الان ي عزيزي ثم ضحكت واردفت انا سأريك انوثتي وخبثي ي كاذب 

جذبته من خصلات شعره واضعةً السكين حول رقبته ثم ثبته على ذلك الكرسي وربطت يديه ورجليه 

جلست امامه واشعلت سجارتي ثم اخذ يتوعد ويشجب تارةً يبكي ويلوم غباءه وتارةً يضحك على قلة حيلتي وعجزي لانني لم اقتله 

وانا امامه اترقب وابتسم وانظر الى حاله ثم صرخ بي قائلا هيا اقتليني ايتها العاهره 

هنا فقط ثارت ثائرتي، واسرعت اليه وامسكت بوجهه وقلت سأريك الان من هي العاهره 
واطفأت سيجارتي في كتفه وصوت صراخه يتعالى الى جانب ضحكاتي 

ثم اقتربت منه وهمست في اذنه : هل تؤلمك ي عزيزي 
التفت الي ثم بصق في وجهي قائلا هل هذا م تستطيعين عمله كم انتي جبانه؟ 
كررها على مسامعي كثيرا اختتمتها بتأملي في خوفه اللامتناهي

(كم انتي جبانه ) مسكينة هي النفس البشريه حينما تضطر لقول اشياء عنيفه تعبيرا عن خوفها الصامت والمترجم في ملامحها 
في لحظة انكسار هيبتها لتخرج ذلك الشيطان المتخفي وراء الاقنعه

لاعجب في الامر فكل م حدث كان ترجمةً حسيه لذلك الكبت والغيظ وصورةً حيه للوجه الاخر للطبيعه البشريه بدون تكلف

****

وكأنه قد خطر على باله انه حينما يستفزني بكلماته ستنزل قطرات الرحمه على قلبي لتحيي تلك الارض الخاويه

لا والف لا للرحمه واهلن بذلك التمرد الحسي 
اهلن بك في وكري ي هذا 
ووداعاً لك ولأمثالك

******

بعد ذلك انتفض بكل تمرد في محاولاته البائسه ان يتخلص من تلك الحبال الملفوفة على يديه الا انني في لحظة الخوف الاعمى
بادرته بسكيني طعنا في كل مكان استطعت الوصول اليه ومحاولاته الفاشله في التخلص مني حتى فارقت انفاسه الاخيره الحياه

التفت بكل خبث على م كان حولي في المنزل اخبره انني اليوم انتصرت على خوفي وغضبي 
اليوم وفي هذه الثانيه بالذات سأثبت للدنيا ، لك ، لكم وللرحيل انني لست من بقايا الحرب الغيابيه

*****

وقفت بكل غرور على جثته وسكيني يقطر دماً بعد ان رويت عطشي من دمه الا انني م زلت الهث ولن يرويني غير دمك ي وتيني ولن اصل اليك حتى اكن قادره على مواجهتك وقتلك مثل م قتلت الرحمة في قلبي 
انتظرني فلن يطول اللقاء ولكن سيكون لقائي بك ذا هيبةٍ اسطورية تتحدث عنها البشرية جمعاء
وستبقى حادثة قتلك اسطورة شرقيه يتحدث بها بني آدم على مر الزمان ودرساً مخلداً لكل من يحاول العبث بقلب كل فتاه
****
هربت الى غرفتي بعد تلك المأساة والفوضى الروحيه لأرتبني من جديد

نزعت كل م ارتديته ، نزعت تلك الدماء التي كانت تغطيني ، نزعت ذلك الغضب المختلط بدماء الابرياء
احقاً كان بريئاً ام كان ذئبا بشريا
عفواً إذن المختلط  بدماء  ذلك الذئب البشري

****

هرعت الى الحمام لاغتسل
وضعت جسدي تحت قطرات  الماء لتغسل بكائي ، وصمة عاري ، وكل م كان ملتصقاً بي

وبعد ان فرغت ارتديت ملابسي على عجل وخرجت الى الغرفة المجاوره لانظف تلك الدماء التي غطت الارض

ومضت الساعات الاخيره من الليل في التنظيف المستميت الا انني وقفت حائره امام جثته كيف سأتخلص منها
لكن لم يكن امامي سوى طريقة واحدة الا وهي الكرسي المدولب

ركضت الى غرفتي وفتحت خزانتي لاخرج ذلك الكرسي المدولب الذي وجدته يوماً داخل المنزل قبيل انتقالي اليه ، دفعته بسرعه حتي اقتربت من جثته ، حملته بكل قوتي الا انني لم استطع وباءت محاولاتي بالفشل
جلست بجانب جثته وفي تلك اللحظة خطرت في بالي فكرة  ان أربط الكرسي المدولب بالكرسي الثابت واثبته ثم اقوم بجره على الكرسي المدولب
وشرعت في تنفيذ الفكره وقد تكللت بالنجاح
وبعد ان اجلسته في ذلك الكرسي دفعته حتى اقتربت من باب المنزل وفتحته بكل خفة واخرجت رأسي ثم نظرت يمنةً ويسره حتى اطمأنت نفسي بأن الوضع آمن

اخرجته وانا ادفع بكل قوه حتي وصلنا الى المصعد ضغطت على المفتاح الذي يشير الى طابقي ونبضات قلبي تتابع في خوف وصمت وبينما انا علي تلك الحال فُتِحَ الباب بحركة انفعاليه
القيت بنفسي في داخله واخذت اسحب الكرسي المدولب حتى ادخلته ، ضغطت على المفتاح الذي يشير الى الطابق السفلي

اغلق الباب بكل هدوء ، اخذت انفاسي بالتراجع شيئا فشيئا ، التفت بكل هدوء الى عداد الارقام وهو يتناقص امامي بكل بطء
كان المصعد يمضي بين الطوابق الا ان المصعد قد توقف فجأه فُتِحَ الباب ، خيم ظلام دامس
دفعت الكرسي نحو المخرج بكل سرعة وانا الهث من التعب حتى وصلت الى الباب الخلفي
اخرجته بصمت من الباب ... ساد سكون تام في ظلمة الليل... دب الخوف مخيلتي حتى شعرت به في اطرافي
اثناء انشغالي بالنظر الى ذلك الضوء الساطع ... ضربت رأسي ... استجمعت قوتي ... تدحرج الكرسي من يدي
... ركضت نحوه لامسكه سريعا قبل ان يحدث ضجةً في الحي ثم وقفت في وسط الطريق اتأمل حتى وقع نظري
على مكب النفايات ... عدت الي الكرسي المدولب ... دفعته مرةً اخرى حتى اقتربت من المكب ... امسكت بجثته
لاحملها لكنني لم استطع ... امسكت بيديه ودفعته خارج الكرسي حتى وقع ارضاً ... قربت اذناي من شفتاه اسمع انفاسه لأتأكد من موته .... اردفت بصوت مسموع : الحمدلله ... امسكت بقدميه اسحبه بكل قوتي لكنني منيت بالفشل ... جلست الى جانبه أتأمله الا انني سمعت صوت وقع خطوات من اخر الطريق .... ي الهي الان ماذا افعل ... التفت الى كل م حولي ولم اجد سوى ان اختبأ خلف مكب النفايات ... لكن لحظه ماذا افعل بجثته .. كيف اواري سوءتي ...تجمد كل شيء في جسدي حتى تفكيري اعتقد انه اصابه الشلل

وبينما انا هكذا ... اشتد الصوت اقتراباً... ابتعدت قليلاً خلف المكب وفجأه وضعت يدي على ذلك اللحاف الذي كان الى جانبي ... تبسمت بكل خبث .... حملته واقتربت من جثته ويداي ترتعش حتى غطيته به ثم رششت حفنة من تراب على ذلك الغطاء حتى ابهم الناظر اليه عن ماكان تحته ... تراجعت الى الخلف بسرعه ... وضعت يدي على شفتاي ... كتمت انفاسي بشده ...

رواية وشاءت الاقدار الفصل الثالث


مسكينة هي نفسي تشكي من جوع عاطفي متعطش يلهث لسماع صوته ، الى اهتمامه الى حبه وحتى حنانه 

اه ي الهي كم يسكنني من الضعف الشي الكثير لم اعد اعلم م هي ملامحي، ولما اصبحت هكذا 

لا اطيق حتى نفسي كل م يشغل بالي هو صوته، سحره، هيبة حضوره حتى منذ الوهلة الاولى 

أهو سحرٌ يجذبني ام فراغ عاطفي يلهث خلفه طالباً المزيد

****

اقبل الصباح بكل م يحمله من بهجه ونشاط، الكل مستيقظ يسعى وراء لقمة عيشه، وانا كعادتي جثة هامده على سريري، فتحت عيناي بكل كسل، نهضت بكل كبرياء لعل وعسى يتسلل النشاط الى جسدي لانهض من ذلك السرير البالي

توشحت رداء الكسل ووقفت خلف النافذه، اتأمل الى الصباح وتلك العصافير الشاديه وأولئك الاطفال الابرياء
،الى تلك النسمات النقيه

اه كم تمنيت في ذلك اليوم ان أولد من جديد واعود طفلة بريئة كل همها تلك الدميه وصديق الطفوله

وفي وسط تلك اللحظة التأمليه رن جرس هاتفي المحمول، التفت بكل تعجب واردفت : من ي ترى يتصل في هذا الصباح الباكر؟ 

جررت نفسي بخطواتٍ متثاقله نحوه، حملت الهاتف وتأملت شاشته ثم تمتمتُ قائلة : غريب ماهذا الرقم! لا اعرفه 

وبكل تهور وصمت فتحت الهاتف لأتبين ما الأمر 

تسلل صوت رجولي ذو سحر شيطاني يخطف الاسماع قائلا : صباح الخير ، ارتجف قلبي واحسست بنبضاته بين يدي واجبته بكل خجل وارتباك : صباح النور ولكن من انت؟ 
قال : انا خالد 
أطمئن قلبي واخذ يتراقص من شدة الفرح، انعقد لساني وحارت افكاري، لم اعد اعلم ماذا افعل وكيف اتحدث

قاطع حيرتي وافكاري الصماء قائلا: مابالك صامته هل اتصلت في وقتٍ غير مناسب؟ 
وبكل عجله قلت : لا على العكس لقد سررت كثيرا باتصالك لكنني لم اتوقع ان تحادثني اذكر انك اختفيت كلية وفي ظروفٍ غامضه
رد ضاحكاً بتلك النبرة التي جعلتني اترنح سكرا من صوته : انا جدا اسف لقد نمت بدون ان اشعر بنفسي هل تسامحينني ايتها الجميله؟ 
قلت: نعم اسامحك، اتصالك هذا يغفر لك خطأك

وكتلك الليلة اكملنا ثرثتنا حول الحب ومشاكل الحياه وانتهى ذلك اليوم بأجمل مازفه القدر لي 


***

مرت الأيام ونحن نتأرجح على امواج الغرام كل ليلة 

وفي ليلةٍ انتصف بها القمر المكتمل في كبد السماء وكعادتي اتجاذب اطراف الحديث معه 
قاطعني قائلاً : هل تحبينني؟ 
تلعثمت لم استطع ان اتحدث، ترددت كثيرا في مصارحته لكنني استجمعت كل قوتي وقلت : لا أعلم سكتُ لبرهه ثم قلت بكل لهفه : نعم احبك احبك كثيرا كثيرا 
اجابني بتنهيدة اسرت قلبي : اه وانا احبك حتى انني اشعر بأن سيفاً غرز انيابه في قلبي

تهلل قلبي في تلك اللحظه، شعرت بشيئاً لا استطيع ان اصفه، هل هي كتله، هاله، سحر قد طرق باب قلبي وتربع بداخله ام انني اتخيل! 

أطلقت تنهيدتي بكل اريحية وقلت : سلامتك من كل اهٍ تؤلمك ي وتيني 
اسكتني قائلا: احبك، احبك، احبك 

كررها على مسامع اذناي عشراً، خطفت بها انفاسي، 

وكان كل م اعلمه من تلك الليله ان قلبي غادر جسدي واستوطن بروحك 


وبكل عفويه حينما انهيت حديثي معك ركضت نحو المرآه واخذت انظر الى نفسي واتحسس وجنتاي التي احمرت خجلا واهتزت طرباً على انغام حبك 
ف بوجودك احببتك واحببت نفسي والحياه، 

لقد زرعت بداخلي لحن الحياه السعيد 
اه كم احبك كثيرا 

***

ثم اخذت بعد ذلك أغني طربا واطوف ارجاء الغرفة والتف حولي بكل صبيانيه حتى تعبت والقيت بنفسي على فراشي ثم احتضنت وسادتي وغرقت في بحر مخيلاتي ارسم خارطة حبك 

***

افقت من نومي بعد تلك الليله على ترانيم صوتك التي تسكن ذاكرتي واخذت اكرر كلماتك تنهيداتك في تفكيري 

ي الهي كم انني احبك وكم ان الحب شعور جميل 

لم اعد اتمالك نفسي وشوقي نحوك اه ماذا افعل ايعقل هذا! اصيحت تسيرني بلا شعور وتتحكم في عقلي وكل ما املك لقد اجهدني التفكير بصوتك والشوق الى لقاءك 

استجمعت قواي وهدأت من وطأة الشوق وضللت بجانب الهاتف انتظرك، مرت الساعات بتثاقل وكأنها تتوعدني ان تمر بكل بطء حتى ظننت ان كل ساعه هي الف عام، يأست لم اعد اعي م افعل 


تجرأت وضغطت على زر الهاتف واتصلت به والغريب انني لم القى اي رد على اتصالي، كررت اتصالي اكثر من مرة لكن لا فائده 

توشحني الخوف وبدأت الوساوس الشيطانيه تنفث سمها في مخيلتي، قاومتها وافقت منها 

ثم بعثت برسالة له وانا اترقب الرد بكل لهفه وخوف وبعد سويعات وصل رده سريعا قائلاً : ارجوك اريد ان ارتاح لاتزعجيني من فضلك 

لم استوعب ماحدث ودخلت في غيبوبةٍ شيطانيه ثم اخذت اكلم نفسي : ماالذي حدث؟ هل ارتكبت جرما بحقه؟ انا حقا خائفه جدا ي الهي؟ 

انهالت الشكوك في مخيلتي ودب الرعب، اسرعت فتوضأت وعدت لاصلي حتى تهدأ نفسي وتطمئن ولكن بلا جدوى 

ضللت على تلك الحال حتى انتهى ذلك اليوم الحزين 

*** 


اقبل المساء يمشي بخيلاء على انغام ذلك الوجع الذي قد توسط اضلعي ذلك الالم والخوف الذي يفتتني يربكني يجعلني حائره خلف تراتيل الغرام وتلك العجوز الشمطاء التي تسكن بداخلي تلعن ذلك الخلود الابدي 

***

استيقظت كعادتي لكنني اليوم استيقظ واتمنى الف مرة انني قد مت وكنت نسيا منسيا حتى لا اتألم بسببه 

استيقظت واستيقظ الحزن، الالم، الوجع بداخلي حتى انني لم اعد اعرف بماذا اصفه حتى تلك الثمانية وعشرون حرفا لم تعد تكفيني لاصف ذلك الخلود وذلك الالم وتلك الذكريات الصماء 

كل م اتمناه ان امسك بكل م يدور في رأسي من وساوس وذكرى والم وضياع وأقتلها بكرا حتى تصبح عاقره

وفي وسط تلك الفوضى الروحيه والترسبات الهذيانيه قاطعني صوت الهاتف كعادته 

ركضت سريعا واجبت قائلة : من انت ي من تسكن بداخلي ماهذا السحر الابدي لما انت صامت ما الذي حدث هل انا مجرد دميةً صوفيه تنقش على قلبها احرف الفناء فناء حبك ام خلود عشقك اجبني ارجوك! 

اجابني بكل برود وكلي والمي يتعطش لسحر صوته ونبراته وكل ما به : هدأي من روعك وسأقص لك م حدث ولكن هذه المره سيكون كلامي جارحا كحدة السيف فلتتحمليه 

اطرقت رأسي واتت الوساس تجر ذيلها وتجلجل فرحا كأنها تقول لي : ها انا ذا لقد انتصرت هاهي الحقيقة تنتصر 

وبينما انا على تلك الحال قاطعني بعظيم قوته وبرودة اعصابه وعواء صوته الخبيث : لقد هاتفتني امي بالامس تخبرني بأنها تريد ان تزوجني بإحدى الفتيات وانا قد وافقت على ذلك ولا استطيع ان ارفض طلبا لها ارجو ان تسامحيني فأنا احبك لكنني لا استطيع الزواج بك فعاداتنا وتقاليدنا تحكمنا ولا استطيع ان اخالفها 

حينها تساقطت الخيبات وانهالت ضرباً بمخيلتي تلومني وتلوم غبائي البريء 

توشحني الصمت حتى اصبحت ضيحته الاخرى 

تبلدت وتبلد كل م بداخلي 
لم استطع الكلام 
كل شيء بداخلي يتحدث يلوم يشجب ينكر 
الا لساني ابكم الالم 

صرخ بي قائلا: انا احبك ارجوك ان تتكلمي ان تبكي ان تقولي شيئا ارجوك لا تصمتي 

ابكي عجيب انت ي هذا خلف كل ذلك الصمت يتوسد البكاء قلبي عيناي اضلعي 

اتكلم ماذا اقول كل م بداخلي يتكلم الا ذلك اللسان الابكم 

صرخت بكل الم : سحقا لك اتقول بأنك تحبني كيف لك ان تحبني ولا تريد الزواج بي ايعقل هذا واجهشت في البكاء ثم اكلمت حديثي قائلة اجمع اعذارك الواهيه معك وارحل لا تبحث في سطور حبي لك لاعذار تغذي بها رحيلك فمشاعري باتت عاقره لاتنجب لك المزيد من الاعذار ارحل ارحل ارحل بعيدا واتركني فلي ربا فقيرة اليه غنية به عنك 

***

اكتسح الصمت مخيلتي غرفتي حديثي حتى عواء جروحي والامي النازفه 

لم اعد اعرف اين انا كيف ساتصرف او بالاحرى اعيش 

عدت بخيباتي عدت بفشلي وقمة الحزن عدت بذكرياتي ارتلها على مسامعي كل دقيقه عَلّي احتويك وجوداً او حتى طيفاً


اه والف اه التي كررتها عشرا وكررتها الما يطوقني ويخنقني 
يجعلني اترنح تائهه لا اعلم مالمصير واين المبتغى 

***

افقت من غيبوبة صمتي الابديه واسرعت لأتوضأ واصلي وادعو حتى تهدأ نفسي وينجلي عني حزني والمي 

حتى فرغت من صلاتي جلست لاتأمل ذاتي متسائله ي الهي كم اجرمت في حق نفسي وحق والدي 
كيف سمحت لهذا الحب بان يكبر بأحشائي ويولد ويرى ذلك النور لماذا لم اقم بوأده في عز بكارته 

سامحني ي الهي على قلة ضعفي وعجزي سامحني 

***


بكيت لاغسل مابي من اثام والام لاولد من جديد ولأتناسى رحيلك وكل م يتعلق بك 

استجمعت اشلاء روحي وهاتفت صديقتي ملاك اجابتني بعد تكرار اتصالي عليها اكثر من مره بكل خوف وقالت : ما بك 
لم استطع الحديث وشرعت في بكائي 
صرخت بي قائله : ماالذي حدث ارجوك تكلمي أتعلمين انا قادمة اليك 

اقفلت الهاتف ورميت بنفسي في حضن وسادتي 
حضنتها بكيت انا وبكت السماء 

وبينما انا على تلك الحال لم اجد الا ونفسي بين يدي ملاك تهزني وتخاطبني تحاول ان تجعلني اقف على ارجلي ولكن دون جدوى فقد كنت في فلكي اسبح بعيدا عن الواقع

لكنها لم تستسلم بل ذهبت وأتت بقدح من الماء وسكبته في وجهي ثم صفعتني في وجهي لعلي اصحو من غمرتي غمرة النسيان والالم وامسكت بي ثم وضعت عيناها امام عيناي واردفت بكل غضب : ستتحدثين رغما عن انفك هل تفهمين 

حضنتها بكل طفوله وانا اتحدث عنك لا اعلم ماذا اقول لها هل اتحدث عن ايامنا حين كنت تسقيني من خمر عسلك ام احدثها عن نار رحيلك 

شددت بيدي على خاصرتها واردفت : سيتزوج بأخرى، سيتركني لاني سيئه الى حد البراءه 
الم اخبرك سابقا بأني فاشله في علاقاتي حتى بك انتي ايضا

وضعت يدها على شفتاي ثم قالت : اعلم بأنك فاشله ليس بغريب وابتسمت ابتسامةً خفيفه ووضعت اصبعيها تحت عيناني تمسح الدموع ثم قالت مارأيك ي فاشله ان نذهب اليوم الى مكانٍ تحبينه 

صمت بكل حزن فلا رغبة لدي بالخروج لكنها دفعتني الى الحمام واخرجت ملابسي واقفلت الباب وخاطبتني من خلفه قائله : هيا فلتأخذي حماما دافئا انا بالخارج انتظرك فأمامنا سهرةً طويله 

فرغت من حمامي ثم فتحت الباب وقلت : انتهيت ماذا افعل الان! 
قالت: لاشي سوى انني انا سأقوم بتجهيزك وترتيب هذا الشعر الاجعد 

بعد ان فرغت من تجهيزي امسكت بيدي وشدتني لأنهض وأوقفتني امام المرآه وقالت : مارأيك ثم تبسمت ضاحكه وهمست بأذني : الم اقل لك انك جميلتي 

ارتسمت على محياي بسمةً حزينه ثم قلت : بلا شك انا جميلتك 

استأذنت مني للحظات ثم خرجت لشرفة غرفتي واجرت اتصالا 
لم افهم ماكانت تدبر له وانا انظر اليها بكل تعجب 
لكنني لم القي بالا لذلك الشي ثم هممت ان اجلس الا انها عادت الي وصرخت قائله: هيا السائق ينتظرنا خارجا 

لم تعطني حتى الفرصه لاسأل الى اين نحن ذاهبون 

ركبنا السياره ثم اكملت ثرثرتها ونحن في طريقنا الى ذلك المكان الذي اجهله حتى وصلنا 

صرخت بكل فرح ثم ضربتها على كتفها : لما لم تقولي اننا سنذهب الى الشاطيء 
قالت : لارى هذه الفرحه ترتسم على وجهك 
حضنتها ثم خرجت على عجلة من السياره وتوجهت الى البحر اخاطبه اشكو اليه احضنه 

ها انا ذا اتيت اليك بعد طول غياب اتيت اليك جريحة فقد ابتعلني الحزن داخله 
اتيت اشكو اليك مواجعي 
واليوم فقط اقف امامك لست كعاشقه بل حكاية رحيل 

لكنني تفاجأت وانا على تلك الحال بيدي ملاك على عيناي 
امسكت بيديها وابعدتها ثم التفت البها وقلت : الن تتركي شقاوتك ابدا 
انفجرت ضاحكة وقالت : انا من يترك الشقاوه ام انتي ثم امسكت بأذني تقرصها 

بعد ذلك جلسنا على ذلك الرصيف في سكون الليل ثم شكوت لها مالذي حدث ولم اغفل اي تفصيل صغير عنها 

ربتت على كتفي وشدتني اليها ونطرت الي وقالت : اولا هو كاذب وجنس الرجال هو ذاك حالهم اذا لم يكذب لا يهنأ له عيش فلا تحزني هو حقير بحقارة ذاته المتوشحه بالسواد الشيطاني وخبث نواياه ولتعلمي بأن في الامر خيره 
قلت والدموع تكتسح عيناي : كيف يكون خيره 
قالت : لعله كان شرا قد صرفه الله عنك
قلت : وكيف اعيش مع هذا الالم وتلك الخساره كيف كيف كيف 
قالت : يجب ان تتعلمي كيف تروضين ذلك الحزن في داخلك وكيف تتأقلمين معه فأنت تعلمين كيف يكون ذلك في قرارة ذاتك 
قلت : صعب لا استطيع 
قالت : بلى 

ثم نهضنا لنتمشى قليلا على الشاطيء حتى اتى السائق وعاد كل منا الى منزله وانتهى ذلك اليوم بمأساة صمتي على وسادتي